لم تتوقف عمليات الإرهاب فى تونس منذ قيام ثورة الياسمين، وراح ضحية هذه العمليات الإجرامية حوالى 31 شهيدا من الضباط والجنود، إضافة إلى 120 جريحا من قوات الأمن حتى الآن.
وحتى بعد إنجاز الشقيقة الجميلة تونس استحقاقاتها السياسية وآخرها الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لم يتوقف الإرهاب الأسود التى تتبناه جماعة الإخوان وتوابعها وتتخذه شرعا ومنهاجا.
الحادث الإرهابى الأخير بمتحف بوردو الذى أسفر عن مقتل 22 سائحا من بينهم طفل لا يتجاوز عمره 6 سنوات وإصابة 42 آخرين، يؤكد من جديد أن الإرهاب الإخوانى لا دين له ولا عقيدة ولا مبدأ، ويثبت أن الجماعة الإرهابية تنفذ مخطط الفوضى الخلاقة فى المنطقة، خاصة فى الدول العربية، مهما اختلفت المسميات التى تتوارى خلفها لإجهاض أى نجاح سياسى واقتصادى تحاول تحقيقه تونس أو مصر، وهما الدولتان الوحيدتان الناجيتان من توابع ثورات الربيع العربى.
ما يؤكد أن الإرهاب الإخوانى ضد أى تجربة ديمقراطية، أن ما حدث فى متحف بوردو التونسى كان الهدف منه هو اقتحام مجلس النواب.
حادثة بوردو البشعة فى تونس يفتح الباب لتساؤلات عديدة، ويفضح من يدعى أن الإرهاب الذى تمارسه الجماعة فى مصر هو مقاومة مشروعة ضد ما يزعمون أنه (انقلاب على الشرعية الإخوانية)، وحتى ولوسلمنا فرضا بأن ما يقومون به من إرهاب فى مصر هو مقاومة ضد (التجربة غير الديمقراطية) فى مصر، فماذا نسمى إذن ما حدث من إرهاب ضد التجربة الديمقراطية فى تونس والتى شاركت فيها جماعة النهضة الإخوانية وأقرت واعترفت بهزيمتها فيها.
هل الجماعة لم تتحمل صدمة هزيمتها وابتعادها عن السلطة التى توهمت أنها دانت لها بعد ثورات الربيع فى تونس أو مصر، ولم تسطع صبرا أن ترى حلمها للوصول إلى السلطة والتى عملت من أجله طوال 80 عاما، وهو ينهار أمام عينيها، سواء بالديمقراطية التى لا تؤمن بها إلا سبيلا لتسلقها السلطة أو بالثورة الشعبية ضدها.
لن يصدق أحد ذئاب الجماعة الضالة والهاربة هنا أو هناك وهى تشجب وتندد بالعملية الإرهابية فى بوردو، لأنهم هم أئمة الإرهاب ودعاة العنف وأعداء السلام فى العالم، ولم يدخلوا بلدا إلا وزرعوا فيه جينات العنف والجهل والتخلف.