الهجوم الإيرانى على الأزهر الشريف تجاوز كل الحدود، بذاءات وافتراءات رخيصة واتهامات، ومحاولات للنيل من مكانة المشيخة السامقة، لا لشىء سوى أن الأزهر وإمامه الأكبر لا يخافان فى الحق لومة لائم، ويقومان بدورهما فى توعية المسلمين بالأخطار، والفتن التى تحاك من أجل تفرقتهم وإذهاب ريحهم.
هل أخطأ الأزهر الشريف عندما طالب بتحرك عاجل لوقف المجازر ضد أهل السنة بالعراق؟ أو عندما نبه وأدان ما ترتكبه الميليشيات الشيعية الدموية المسماة بـ«ميليشيات الحشد الشعبى» من ذبح واعتداء بغير حق ضد مواطنين عراقيين مسالمين لمجرد أنهم يسكنون فى مناطق السنة؟
لا، لم يخطئ الأزهر الشريف، وكان لابد أن يعلنها مدوية، أن ما ترتكبه هذه الجماعات من عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية، ومجازر بحق المدنيين السنة، وحرق مساجدهم، وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد بدعوى محاربة تنظيم داعش، هو جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
وبحكم مسؤوليته أيضًا، دعا الأزهر الشريف المجتمع الدولى ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل الفورى والعاجل لوقف هذه المجازر، وطالب الحكومة العراقية والمرجعيات الدينية المعتدلة إلى إدانة مثل هذه الاعتداءات بشكل واضح، والتدخل الفورى لوقفها وضمان عدم تكرارها.
وجاء الرد الإيرانى مفاجئًا ومتجاوزًا الحدود والأعراف، فقد صدر الأمر للحكومة التابعة فى بغداد باستدعاء السفير المصرى، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية ضد بيان الأزهر الشريف، والتصريحات المبدئية الواضحة للإمام الأكبر، ليس هذا فقط، بل عملت الآلة الدعائية الإيرانية على شن حرب بيانات لتشويه موقف الإمام الأكبر والأزهر من المذابح فى حق السنة العراقيين، وكلها اتهامات وبيانات بائسة تجلب الضحك أكثر مما تستدعى الرد.
آلة الدعاية الإيرانية اتهمت الأزهر الشريف بأنه يتلقى أموالًا للهجوم على الشيعة، ومِن مَن؟ من تركيا وأردوغان! أرأيتم حماقة وخفة عقل أكثر من ذلك؟! وتوالت التنويعات الإيرانية على تلك النغمة، الأزهر يعادى الشيعة، الأزهر يتلقى أموالًا لتشويه أبطال الحشد الشعبى لمجرد أنهم شيعة، والحق أن إيران وبمساعدة أمريكية دمرت النسيج الاجتماعى العراقى، وزرعت داخله الطائفية الدموية البغيضة 50 عامًا مقبلة على الأقل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة