لم تخلف نقابة الصحافيين عادتها فى تقديم المثل والنموذج الديمقراطى الرائع لكل فئات المجتمع المصرى حتى فى أحلك الأوضاع السياسية فى مصر.. فقد انتهت انتخابات التجديد النصفى والنقيب مساء الجمعة بهتاف «عاشت وحدة الصحفيين» وتعانق ضياء رشوان النقيب الحالى مع يحيى قلاش النقيب الفائز وتصافح الجميع، إيذانا بطى صفحة التنافس فى الانتخابات واستعدادا لمرحلة جديدة تتطلب تضافر الجهود ووحدة الجماعة الصحفية حول مطالب مهنية واقتصادية واجتماعية باتت ضاغطة على الظروف القاسية التى يمارس فيها الصحفى مهنته دون حماية مهنية واقتصادية حقيقية.
وأهنئ هنا الصديق والزميل النقابى الرائع يحيى قلاش بفوزه بمنصب النقيب رقم 20 فى تاريخ نقابة الصحفيين منذ إنشائها عام 1941، فتاريخه المهنى والنقابى يؤهله لقيادة النقابة خلال المرحلة المقبلة، فسواء كان داخل مجلس النقابة أو يشغل منصبا داخلها أو كان خارج تشكيلها التنظيمى لم يبخل قلاش بخبرته وجهده النقابى طوال 30 عاما لدعم حقوق الصحفيين ومساندة قضاياهم العادلة الذين خاضوا من أجلها معارك كثيرة مازالت مستمرة، وأقول له إن القادم صعب وصعب للغاية فى ظل متغيرات كثيرة وتحديات تواجه المهنة والعاملين بها على كل الأصعدة، وإعادة الاعتبار والقيمة للمهنة وللصحفيين مرة أخرى هى المسؤولية الأكبر الملقاة على عاتق النقيب الجديد والمجلس، وبالطبع لا يفوتنا هنا التوجه بالشكر للصديق العزيز ضياء رشوان والأعضاء السابقين على ما أعطاه من جهده ووقته للدفاع عن قضايا المهنة. الانتخابات جرت فى جو من الشفافية والنزاهة فى القاهرة وفرعها بالإسكندرية، وجاءت النتائج معبرة عن رأى الجمعية العمومية والتنافس بين الزملاء عكس الرغبة الحقيقية فى خدمة المهنة والصحفيين.
ما يلفت الانتباه فى انتخابات الجمعة وكل الانتخابات السابقة وطوال نضال النقابة من أجل الحريات الصحفية والحريات العامة للمجتمع المصرى، أن نقابة الصحفيين تظل دائما عصية على التبعية وعلى الانصياع لأى سلطة قديمة أو جديدة، ورسالة الأمس كانت واضحة، ولن تنجح أى سلطة فى السيطرة على الكيان النقابى الذى ظل دائما بعد العدالة حصن حصين للمظلومين والراغبين فى الحرية والحياة الكريمة، وهذه هى الرسالة الحقيقية لفوز يحيى قلاش بمنصب النقيب.