«قررت نيابة أبشواى إخلاء سبيل اثنين من الرهبان بدير الأنبا مكاريوس السكندرى بوادى الريان بالفيوم، وقررت استدعاء أربعة آخرين بتهمة الاعتداء على اثنين من الرهبان المؤيدين للكنيسة والبابا، وقد طلبت النيابة تحريات المباحث».
صدق أو لا تصدق أن ذلك حدث ؟!! وأن بعض «الرهبان» اعتدوا بالسلاح الأبيض «كما ذكر بأقوال المعتدى عليهم فى محاضر رسمية»، وصدق أو لا تصدق أن راهبا مشلوحا سيرفع قضية على البابا للاعتراف برهبنته والدير !! الأزمة بدأت بذلك «التجمع الرهبانى» بعد استبعاد الكنيسة للأب اليشع المقارى والمسؤول عن الدير فى أكتوبر 2014، وحول ذلك قال قداسة البابا تواضروس الثانى فى حديث لفضائية مار مرقص حينذاك: «وادى الريان محمية طبيعية، وفى القرون السابقة سكن فيها رهبان، وفى الفترة الأخيرة سكن عدد من الإخوة المكان، والدولة فى سبيل إقامة محافظة جديدة للواحات وتنمية المنطقة، وشق طريق، لكن البعض تصرف بطريقة غير حكيمة، ولذلك دعوت لجنة الأديرة والرهبنة وسكرتير المجمع المقدس وتناقشنا كيف تتم الأمور فى سلام.. فكان من المناسب إعفاء الراهب المسؤول واثنين آخرين من مثيرى الشغب، لأنهم رفضوا الطاعة التى نعتبرها أساس الحياة الرهبانية، مثلما تعلمناه فى أديرتنا، لأن كسر الطاعة يطلع الإنسان من الرهبنة، ولكى نعطى للدولة فرصة تعمل مشروعاتها وتحافظ على الآثار»، انتهى كلام البابا، ولكن حالة التمرد من بعض سكان ذلك التجمع الرهبانى استمرت، ووصلت إلى التصدى لشق الطريق، مما أدى إلى إصدار الكنيسة فى مارس 2015 بيانا جاء فية «شكلت الكنيسة القبطية لجنة من ثلاثة أساقفة للمتابعة منذ ستة أشهر، كما استبعدت الراهب المسؤول وتبرأت من اثنين من الساكنين والذين انتحلوا صفة «راهب»، كما بذلت اللجنة محاولات عديدة لإثنائهم عن هذا العناد ولكن دون جدوى، ولذا تعلن الكنيسة أن هذا المكان ليس ديراً كنسياً معترفاً به حتى الآن، كما تخلى مسؤوليتها وتعلن أن للدولة الحق القانونى فى التصرف مع هذا الموضوع، مع مراعاة الحفاظ على الطبيعة الأثرية والمقدسات، وإذ تدين الكنيسة بشدة كل هذه التجاوزات وتطالب شعبها عدم التجاوب مع المغالطات التى يتداولها البعض بصورة خاطئة، وبمعلومات غير صحيحة والتعاطف مع هؤلاء الأشخاص دون التأكد من الكنيسة الرسمية لمعرفة الحقائق الدقيقة أمام الله، كما نستنكر هذه التصرفات التى صدرت بغير حق، ولا تمثل نهجاً رهبانيا والذى يقوم أساساً على الطاعة والفقر الاختيارى، وتعلن الكنيسة أنها تتبرأ من كل من ماهر عزيز حنا «المدعو بولس الريانى» وعبده إسحق جوهر «المدعو دانيال الريانى»، ورامى إبراهيم خير «المدعو تيموثاوس الريانى»، ووائل فتحى نجيب «المدعو اثناسيوس الريانى»، وجرجس راضى موسى «المدعو مارتيروس الريانى»، وياسر صلاح عطية «المدعو غريغوريوس الريانى». وهنا تفجر الأمر وشن أحد المواقع المناهضة للبابا بالخارج حربا دون هوادة.. يؤازره فيها بعض الصفحات لبعض «النشطاء الأقباط»، ووصل الأمر إلى الهجوم المباشر على البابا والكنيسة، وتحويل المتمردين على البابا والكنيسة إلى أبطال، وتصاعد الأمر مما أدى إلى عقد المتحدث الرسمى للكنيسة الأب بولس حليم لمؤتمر صحفى الأسبوع الماضى قال فية: «إحنا كنيسة قوية، ولن تتأثر بتلك الحملات، ووطنيتنا تحكمنا، وهذا مشروع تنمية من الدولة لأرض ليست ملكنا.. ولن نأخذ شيئا لا يخصنا»، وانتهى بتحذير الشباب القبطى الراغب فى الرهبنة من الالتحاق بدير «غير معترف به»، وشرح بأن الشهادة التى أعطيت للأب اليشع من البابا فى 2012 كانت لتصريف الأعمال لدير تحت التأسيس، وأن الاعتراف بالأديرة ليس من شأن البابا ولكن من لجنة الأديرة والرهبنة بالمجمع المقدس التى ترفع توصية للمجمع صاحب قر ار الموافقة على إنشاء الأديرة.
ومن جانبة قال اتحاد شباب ماسبيرو فى بيان له: «ستبقى الرهبنة حصناً للكنيسة، وسيبقى قداسة البابا الراعى الذى أقامه الروح القدس لرعاية الكنيسة وقيادتها فى طريق الأبدية، ونتفهم حرصه على احترام الدولة وقوانينها، والحفاظ على الدير وعلى الطابع الأثرى للمكان والذى أكدته تقارير رسمية صادرة عن وزارة الآثار.