كانت لفتة إنسانية رائعة من الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يستقبل الأمهات المصريات الفائزات بلقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية والمحافظات والحاصلات على ألقاب أفضل أم بديلة والأم المثالية لذوى الاحتياجات الخاصة والأمهات المُعيلات.استقبال الرئيس للأمهات يحمل الكثير من المعانى، فهذا أول تقليد رئاسى لاستقبال الأمهات المثاليات وأعلى تقدير لهن من رأس الدولة، تقديرا وعرفانا للأم المصرية وإبراز قيمة الوفاء والتضحية التى قدمتها لأسرتها وأبنائها وللمجتمع.
اللافت فى التكريم هو قرار الرئيس السيسى، ولأول مرة من رئاسة الجمهورية ومنذ عقود طويلة بمنح الأمهات «وسام الكمال» من الطبقة الثانية، وهو وسام ملكى لم يكن يمنح إلا لأصحاب التاج من الملكات والأميرات فى العائلة المالكة فى مصر وللسيدات الأجانب من صاحبات المقام الرفيع، وكان هذا الوسام أو الوشاح من المحرمات على سيدات الشعب المصرى، وربما كانت المرة الأولى والأخيرة التى يمنح فيها هذا الوسام لسيدة من الشعب، فى حفلة النادى الأهلى عام 1944 عندما منحه الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر لسيدة الغناء العربى أم كلثوم بعدما شدت فى حضوره بأغنية «الليلة عيد» ومنحت لقب «صاحبة العصمة» وهو ما أثار غضب أميرات العائلة المالكة، «فكيف يمنح الوسام واللقب لسيدة من الشعب وليست أميرة؟!».
هذا الوسام الذى ذاع صيته بعد حصول أم كلثوم عليه أسسه السلطان حسين كامل لمنحه للسيدات فقط عام 1915 وكان مرصعا بالأحجار الكريمة، وربما يكون وسام الكمال من الأوسمة والأوشحة النادرة التى تم الإبقاء عليها بقانون بعد قيام ثورة يوليو 52، وتقرر أن يمنح للسيدات المصريات، وغيرهن، دون تمييز، والأجنبيات اللاتى يؤدين خدمات ممتازة للبلاد أو للإنسانية.الرئيس السيسى بمنحه وسام الكمال للأمهات المصريات المثاليات يكون قد منح الوسام لمن يستحقه ويشرف الوسام به ويعلو من شأنه ليصبح أرفع الأوسمة المصرية بعد أن حصلت عليه الأم المصرية من رئيس مصر الذى بالتأكيد يعرف قصة الوسام الملكى الذى كان محرمًا على المصريات، فقرر منحه لأجمل من فيهن، وهى الأم المصرية.