جرت العادة أن تتوجه الأنظار إلى الفائزين فى الانتخابات بالتصويت، لأنهم أصبحوا موضع تنفيذ طموحات الناخبين، كما أصبح فى وسعهم تنفيذ البرامج التى طرحوها أثناء دعايتهم الانتخابية، ويحدث ذلك من دون النظر باهتمام للذين لم يحالفهم الحظ.
فى حالة انتخابات نقابة الصحفيين التى تمت يوم الجمعة الماضى، كان الصحفيون أمام طيف واسع من المرشحين من مختلفى الأعمار والانتماءات، وإن تميز الشباب بالحضور ترشيحا وتصويتا، وفى نتيجة أعضاء المجلس كان التجديد شاملا باستثناء إعادة انتخابات خالد ميرى، ونجح ثلاثة جدد هم الزملاء أبوالسعود محمد، ومحمد شبانة، ومحمود كامل، وكان ذلك تعبيرا وكما قلت من قبل عن «مزاج التغيير» الذى هيمن على حالة الصحفيين هذه الدورة.
فى الذين لم يحالفهم الحظ لأسباب مختلفة، نحن أمام أسماء خاضت المنافسة بشرف، وبذلت الجهد فى طرح برامج نقابية محترمة، وغرست نفسها فى قلب الهم الصحفى بكل مشاكله، وأجادت التعبير عن نفسها، وأخص بالذكر أسماء أعرفها وأثق فى كفاءتها وهم الزملاء والأصدقاء: طلعت إسماعيل، محمد سعد عبدالحفيظ، عمرو بدر، أحمد أيوب، حسين الزناتى، عبدالجواد أبوكب، أيمن عبدالمجيد، خالد ناجح، وأبوالمعاطى السندوبى، وهؤلاء لم يقفزوا بالبراشوت على النقابة، كما أنهم من أجيال مختلفة، ومن أبناء الهم السياسى العام مع اختلاف منابعهم الفكرية والسياسية، وهذا شىء معتاد.
لم يحقق هؤلاء الفوز بالتصويت، وبعضهم حصل على مجموع أصوات مرتفع بجهده الذاتى، لكنهم فى المحصلة النهائية فازوا بالاحترام، وتلك مسألة جديرة بأن يتم البناء عليها لمن يريد الاستمرار فى المسار الذى قطعه على نفسه أثناء الدعاية الانتخابية، والأسماء التى ذكرتها هم فى تحد أمام زملائهم الصحفيين حول ما إذا كانوا جميعا يعدون أنفسهم ليكونوا مشاريع لكوادر نقابية فى المرحلة المقبلة أم لا، فالبعض يقع فى محظور أنه جرب حظه لمرة ثم ينصرف عن الهم النقابى كله مادام لم يحالفه حظ النجاح بالتصويت.
وأكرر دعوتى لهؤلاء الزملاء بألا يستسلموا لمنطق «هى مرة وكفى»، فالقادم يحتاج إلى طاقتهم وأفكارهم، وانغماسهم بدرجة أكبر وأعمق فى الهم النقابى والالتحام مع مشاكل زملائهم الصحفيين، وخاصة تحدى إنجاز تشريعات تخص الصحفيين فى المرحلة الحالية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة