تحدث وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل عن اليمن وسوريا أمس الأول، وعن الاثنين بدا قاطعا فى التصورات السعودية عن الوضع الملتهب فى البلدين، تحدث بوضوح عن أن «اليمن» جزء لا يتجزأ من أمن دول مجلس التعاون الخليجى، أما عن الوضع فى اليمن، فتحدث عن هيئة انتقالية للحكم تتمتع بكل الصلاحيات، وبمشاركة واسعة من السوريين بأطيافهم السياسية والدينية والعرقية دون استثناء، على ألا يكون لبشار الأسد وكل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين أى دور حالى أو مستقبلى فى هذا الترتيب.
فى حديث «الفيصل» عن سوريا تصميم على إبقاء الأزمة فيها وليس حلها، وإذا كان هو قد حدد «بشار» باعتباره ممن تلطخت أيديهم بالدماء، فالمطلوب منه أن يحدد بالاسم باقى الأطراف الأخرى، التى استباحت الأرض السورية وحولتها إلى ساحة اقتتال داخلى تدور على أساس تصفية حسابات لقوى إقليمية ودولية.
فى هذا السياق لا يمكن إعفاء الأطراف الخليجية من المسؤولية، منذ تدخلها فى الأزمة من البداية وتقديم المال والسلاح، وتسهيل كل الظروف لانتقال التكفيريين والإرهابيين من كل بقاع الدنيا إلى سوريا، حتى أصبحت «أفغانستان عربية».
لا نطرح هذا الكلام من باب الدفاع عن بشار الأسد، لكن المصيبة تكمن فى تلك التصورات المطروحة من أطراف خليجية تركية التى حولت التعامل مع الأزمة السورية وكأنها ثأر شخصى من بشار، ومعنى الحديث عن تجاهله فى أى مفاوضات هو إبقاء على الأزمة على حالها ودون علاج لها.
فى المأساة السورية أصبح الوضع الآن هو الحفاظ على الدولة السورية التى تصر كل الأطراف على زوالها من الوجود، والعودة بها إلى زمن كانت فيها الأرض السورية عبارة عن إمارات متناثرة، وإذا كانت الخريطة على الأرض الآن فيها «داعش» و«جبهة النصرة» وأطراف تكفيرية أخرى، ويتم تشجيعهم من تركيا وأمريكا وإسرائيل حتى لو أعلنوا رفضهم، فهل من الطبيعى وضع الجيش العربى السورى فى وضع مقارن مع هؤلاء؟
المنطق يقول: إن الذين أحضروا الشياطين فى سوريا عليهم أن يصرفوها، والسياسة الخليجية التركية هى التى أحضرت الشياطين، لكنها وبكل أسف مازالت مصممة على إبقائها ودعمها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة