كرم جبر

الرئيس.. أعانه الله

الأربعاء، 25 مارس 2015 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن صورة طبق الأصل.. جماعات إرهابية تشعل فتيل الحروب الأهلية، وإن اختلفت تسمياتها فهى تتبع نفس المنهج والأسلوب، وتنفذ خططا تآمرية واحدة، وتؤدى فى القريب العاجل إلى خراب عربى شامل من المحيط إلى الخليج، لن تفلت منه إلا الدول المتماسكة التى تقاوم مؤامرات داخلية وخارجية، غير مسبوقة فى التاريخ العربى الحديث أو القديم.

أولا: انهارت الجيوش العربية التقليدية مثل المبانى الآيلة للسقوط، فاندثر جيش صدام حارس البوابة الشرقية، وتمزقت قوات الأسد الرهيبة، ولم يعد اليمن سعيدًا بل حزينا وانخرط حرس عبدالله صالح الجمهورى فى أتون الصراع، وتحول جيش القذافى إلى ميليشيات مسلحة تقاتل بعضها بعضا، والسبب أن هذه الجيوش كانت لخدمة الحكام وليس الشعوب، ولحراسة قصور الحكم وليس الأرض والسيادة، وتحولت المليارات التى أنفقت على التسليح والعتاد إلى وقود للحروب الأهلية، بدلا من إنفاقها على التنمية والبناء ورفع المستويات المعيشية للشعوب.

ثانيا: ينطبق نفس السيناريو على أجهزة الحكم ومؤسسات الدولة، وأصبحت سياسة النار والحديد التى اتبعها الحكام السابقون فى الدول المنهارة، مثل الأسلحة الفاسدة التى ترتد لصدور أصحابها، وذابت الأجهزة التنفيذية والقضائية والمحلية التى عاشت تفتدى حكامها «بالروح والدم»، وفى زمن الفتنة لم نر روحا ولا دما بل أوراقا تتساقط فى خريف الجحيم العربى.

ثالثا: فتش عن الأصابع الخارجية والقاسم المشترك هو أمريكا صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة، وشجعت أطماعها الأعداء المتربصين، فاندست إيران فى المشهد اليمنى لاسترجاع حلم النفوذ الفارسى، وللضغط على أمريكا فى بلاد الرافدين لتشييع العراق وتحقيق مكاسب فى الملف النووى، أما رأس القذافى فكان مطلوبًا من الغرب ثمنا لعناده وشطحاته ولوكيربى وإزعاج جيرانه فى جنوب أوروبا، أما بشار الأسد فكان ضروريا أن يسدد فاتورة الدم لنظام حكم والده، واستيقظت أحلام الأتراك العثمانية ليكون لها موضع قدم فى بلاد الشام الدافئة.

رابعا: وما أدراك ما الطابور الخامس، وكأن الدول العربية الآيلة للسقوط كان تعانى من نزيف داخلى خفى، وبمجرد السقوط انفتحت الجروح وسالت الدماء بين أبناء البلد الواحد، فشركاء الأمس انقلبوا إلى أعداء أشرار، ولم تعد جرائم مثل الخيانة والتجسس وتنفيذ المخططات الخارجية عيبا ولا تجلب العار، ويتباهى «الثوار» بصكوك العمالة، ولم يعد العدو اللدود هو إسرائيل أو المستعمر الخارجى، بل اتخذ أبناء البلد الواحد من بعضهم أعداء، قد يتفق البعض معى أو يختلف فى تفاصيل الصورة الحزينة التى وصل إليها العرب، ولكنه نفق مظلم طويل لا يعرف أحد نهايته، وتسللت إليه جماعات إرهابية صارت تتصدر المشهد، وتطبق بمخالبها وأظافرها على رقاب الشعوب العربية، وتبتكر فنونا للقتل تستهدف إشاعة الرعب والذعر والخوف، فتتهاوى أمامها المدن والقلاع ويستسلم الصامدون، ويقف العالم مشدودًا متسليًا بقتال الشعوب المنقرضة، التى كانت تهدد حضارته وتلاحقه بالفناء، ثم انقلبت على نفسها لتفنى نفسها.

تعليق لابد منه: الحمد لله أن مصر التى كانت فى صدارة الدول المستهدفة خرجت من المصيدة، بفضل جيش قوى رسم على قلبه وجه الوطن، ووهب نفسه للذود عن الشعب والأرض والسيادة، متماسك كالبنيان المرصوص، وشعب ذكى أدرك مبكرا حجم المؤامرة وتنبأ بأبعادها، وخرج بالملايين يخلص وطنه من أنياب الشيطان ويرسم طريقه إلى المستقبل، ورئيس يخوض الصعب من أجل بلده وأمته.. أعانه الله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة