هى وحدها المتربعة على عرشك وقت السكون، تلجأ إليها أملا فى الراحة النفسية وهدوء البال، تلجأ إليها فى محاولة لاستعادة قليل من المشاعر الوجدانية بينك وببين خالقك، تلجأ إليها أملا لتقصير المسافة بعد أن كثرت الذنوب، تلجأ إليها لتسمع تلك الكلمات الملائكية للشيخ نصر الدين طوبار وهو يردد: «جل المنادى.. ينادى.. يا عبادى.. أنا ماحى الذنوب والأوزار.. جل المنادى.. ينادى.. يا عبادى أنا ماحى الذنوب والأوزار.. إلهى.. إلهى بنورك اهتدينا وبفضلك استعنا.. وبك أصبحنا وأمسينا.. وبين يديك نستغفرك.. يا الله.. يا غفار.. يا تواب.. يا رحيم».
إذاعة القرآن الكريم، كانت ولا تزال هى البوابة الأساسية للقرآن وعلومه، عبر برامجها المتميزة التى تعدت كونها وسائل لتقديم المعلومات الإسلامية إلى برامج ترتبط فى أذهاننا بطريقة تقديمها وبروموهاتها المختلفة، بداية من براعم الإيمان وقصة آية، وفى رياض القرآن وحكايات إسلامية ومن التراث الإسلامى، كل برنامج بصوت مميز، وحتى الصوت النسائى فى الإذاعة كان أيضا مميزا، الدكتورة هاجر سعد الدين صاحبة البرنامج الشهير «موسوعة الفقه الإسلامى».
البرامج جميعها تتسم بالبساطة فى العرض وفى المضمون أيضا، ولكن تأثيرها فى النفوس عميق، يصل إلى وجداننا جميعا، ويصيبك دائما بحالة مختلفة، فَوقت أن كنا صغارا كنا نرتبط ببرنامج براعم الإيمان وأصوات الأطفال التى تردد القرآن للتعلم ملتزمين بموسيقى واحدة فى نطق الكلمات والحروف والتشكيل، هو برنامج تربينا عليه ومازلنا نرتبط به حتى الآن.
جانب آخر من ذكريات إذاعة القرآن الكريم هو الوقت الذى يسبق أذان الفجر وأذان المغرب فى شهر رمضان المبارك، قبل أذان الفجر، تستمع إلى الابتهالات والقرآن الحكيم، وقبل أذان المغرب فى شهر رمضان، تستعد وتترقب صوت المدفع ليس من أى أثير إذاعة أخرى غير أثير «القرآن الكريم»، وتأكل «التمر» بينما صوت الأذان يعلو فى السماء.
فى الذكرى الـ51 لإذاعة القرآن الكريم، نشكر كل من يعمل فيها كبيرا وصغيرا، نشكرهم على حفاظهم على تراثنا الإسلامى، نشكرهم على حفاظهم على اعتدالهم ووسطيتهم وعدم تأثرهم بأى ميول سياسية أو هوى حزبى، نشكرهم على ما قدموه لنا ولآبائنا وأبنائنا فى المستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة