حالة نموذجية فى اليمن لحرب أهلية بدأت علنا وعلى الهواء، ومن دون مفاجآت، لتلتهم اليمن وتخطفه إلى مصير مجهول. زحفت حروب الكراهية الطائفية فى اليمن، وكما كان متوقعا، منذ اللحظات التى تلت الثورة، تفرغ الفرقاء كل إلى مصالحه وأهدافه، بعيدا عن الوطن، وبعد ثلاث سنوات يعود اليمن عقودا للخلف، ويهدد بحرب إقليمية، بعد أن استسلم أطراف يمنيون لإملاءات طائفية وعرقية وقبلية، لها انعكاسات صراع نفوذ إقليمى. حرب يشارك فى صنعها كل الأطراف تحمل اليمن لمصير مجهول سيطول حتى تجلس الأطراف لتتقاسم السلطة فيما تبقى من وطن.
يوم الجمعة كان التفجير الانتحارى لمساجد الشيعة الحوثيين، والذى أسقط أكثر من 150 قتيلا، يوم الاثنين كان الحوثيون يتحركون باتجاه عدن ليجتاحوا العاصمة الجنوبية، حيث يقيم الرئيس اليمنى منصور هادى، ويواصلون تحركاتهم التى يعتبرها الخليج واليمنيون السنة بمثابة انقلاب، فيما يرى الحوثيون المدعومون إيرانيا أن من حقهم السلطة، يعتبرون أنهم استبعدوا منذ البداية بعد على عبدالله صالح، وما يزال صالح حاضرا، ضمن معادلات التحالف الطائفى، يقول خصوم الحوثيين، إنه يسعى لاستعادة سلطة فقدها، أو ليبرهن لليمنيين أنهم غير قادرين على حسم أمورهم من دونه وأنه لم يكن المشكلة.
وتضاربت الأخبار بشأن مكان وجود الرئيس اليمنى، عبدربه منصور هادى، وما هو مصيره، خاصة أن الحوثيين يطاردونه وحددوا جائزة للقبض عليه، الحوثيون سيطروا، على قاعدة العند العسكرية القريبة من عدن، حيث يقيم هادى، منذ خروجه من العاصمة صنعاء فبراير الماضى.
تفكك اليمن يهدد استقرار السعودية، ويضاعف من وضوح أشباح التقسيم الجديد، على أساس طائفى وعرقى، والولايات المتحدة حاضرة، وإيران لها موضع قدم، تسعى لتوسيعه، فيما تتحرك آليات سعودية نحو اليمن، وهل تدعم السعودية الرئيس اليمنى المطارد، وكيف يمكن نجاح الحوار المفترض فى الدوحة والرياض، وسط تطورات عسكرية على الأرض. وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل يدعو لأن تتخذ دول الخليج «الإجراءات اللازمة» ضد الحوثيين إذا فشلت جهود الحل السلمى، وقال إن الدول العربية ستتخد إجراءات ضد الانقلاب. وهناك اتهام واضح لإيران بإثارة صراع طائفى، الأمم المتحدة حذرت من أن اليمن على حافة حرب أهلية، وهى حرب بدأت مبكرا تحت سمع وبصر الجميع، حرب معلنة تدور على الهواء، وتتجه نحو فوضى، ربما لا تبقى عند اليمن، وقد تلتقى مع فوضى أخرى طائفية وعرقية تحيط بالمنطقة من كل اتجاه، وتكاد تشير إلى حرب طائفية كبرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة