محمد عمر يكتب: أخِيل وأجامِمْنون

السبت، 28 مارس 2015 12:09 م
محمد عمر يكتب: أخِيل وأجامِمْنون طروادة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
( من وحى إلياذة هوميروس: العلاقة الجدلية بين البطل أخيل والملك أجاممنون)
أجامِمِنون :
طُروادةْ.. لم تفتَحْ لكَ أنتَ أبوابَها
طُروادةْ.. لم تُسلِمْ إليكَ أنتَ أسلابَها
طُروادةْ.. أنا مَن أذلَ حسيبَها ونسيبَها
طُروادةْ.. لم تَدِنْ لكَ أنتَ ربوعُها الغَنًّاءْ
طُروادةْ.. لم يُحفَرْ اسمُكَ فوقَ صخورِها الصَمَّاءْ
لم تركعْ لكَ أنتَ الملوكُ رهبةً
ولم تعلِنْ لكَ أنتَ الولاءْ
فى كلِ معركةٍ كُنتَ فيها مقاتِلاً
النصرُ باسمِى.. أنتَ محضُ هباءْ
أعرِفكَ.. بينَ الجندِ جئتَ مُحارِباً
تبغِى الخلودَ ورِفعةَ العُظماءْ
لكِنَّ جُندَ الحربِ لا ذِكرى لهم
إنْ قُتِلوا أو ظَلوا مِن الأحياءْ
إنْ يذكرْ التاريخُ، فسوفَ يذكرُ أننى
مَلِكٌ عظيمٌ خالدُ الأنباءْ
و يضيعُ ذِكرُكَ مُستباحاً مُهمَلاً
بينَ أشتاتٍ لا تُحصَى من الأسماءْ
تاريخُ دُنيانا يُسَطِّرُهُ المَلِكْ
بالصَوْلَجانِ.. بمُلكِهِ الأشياءْ.
أخِيل :
طُراودةْ.. أنا مَن اِقتحمَ-لا أنتَ- أبوابَها
طُروادةْ.. أنا مَن جَلبَ-لا أنتَ- أسلابَها
طُروادةُ.. أنا مَن أخافَ أُسودَها وذِئابَها
طُروادةْ.. قد علمَ كلُ رجلٍ فيها بسَيفىَ المَضَاءْ
طُروادةْ.. قد حَلَمتْ فيها برؤيتى كلُ أميرةٍ حسناءْ
خرَّ الجميعُ أمامَ سطوةِ هيْبتى
و بطولتى فى ساحةِ الهيْجاءْ
هانَ الملوكُ أمامَ مجدِ شجاعتى
و تخوَّفتْ من ذِكرىَ الأعداءْ
إنْ يكُ التاريخُ يوماً عادلاً
لا يبغِى ظُلماً أو يرومُ رياءْ،
إنْ يكُ الراوى حَصيفاً مُنصفِاً
مُتحرراً من رِبقةِ الأهواءْ،
فسيذكرُ التاريخُ فخراً أننى
فى كلِ نصرٍ كانَ مِنّى فِداءْ
و سيذكرُ التاريخُ عن مَجدِى أنا
عن سيفىَ البتّارِ مُمزِّقِ الأشلاءْ
عن كلِ أرضٍ كنتُ فيها مُقاتِلاً
عن كلِ حبةِ رملٍ رَويتُها بدماءْ
وسيذكرُ التاريخُ أنّ مجدَك زائفٌ
قد صاغَه لكَ الأغيارُ والأُجَراءْ
ما سالَ منكَ سوى اللعابُ أرقتَهُ
فوقَ الشفاهِ وكاعبِ الأثداءْ
تَبقى عظيماً ومرموقاً فقط
فى أعينِ الغوغاءِ والسُفَهَاءْ
أبقى عظيماً ومَعبوداً أنا
فى أنفسِ العُقلاءِ والحُكماءْ
ذِكرِى مَعَ الأزمانِ يدومُ مُحلِّقاً
نجماً من الأضواءِ والأصداءْ
إسمى يظلُ على المدى أُسطورةً
تُثرىِ الرواةَ وتُلهِمُ الشُعراءْ
إنْ يذكرْ التاريخُ فلن يقولَ بأنَّنا..
أنا وأنتَ- أمامَهُ- بِسَواءْ .












مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة