محمود رمضان يكتب: أنقذوا بكار

السبت، 28 مارس 2015 10:08 ص
محمود رمضان يكتب: أنقذوا بكار كارتون بكار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطل علينا "بكار" لأول مرة عام 1998، بصوت حنان ترك التى كانت تقدم ملخص كل حلقة فى بدايتها، وجذب المسلسل الكارتونى الذى كان يعد أول مسلسل رسوم متحركة إنتاج مصرى خالص، جميع أفراد الأسرة الصغير والكبير، فاستطاع أن ينال إعجاب الكبار والصغار ببشرته السمراء ولهجته النوبية الدالة على المعدن المصرى الاصيل، وأصدقائه الأخيار فارسوحسونة ومعزته البيضاء رشيدة.

صوت «منير» أعطى المسلسل رونقاُ خاصًا لا يزال فى آذان من سمعوه وشاهدوه، سواء فى أغنية البداية أو النهاية، أو فى للفواصل بين المشاهد، خصوصًا عندما يقوم بكار بتحيته النوبية الشهيرة "هوى يا أصحابى".

صانعو مسلسل "بكار" بعدما أعلنوا عودته يواجهون عددًا من التحديات والمشاكل لعودة بكار من جديد، أو أنهم قد يتسببوا فى تشويه الصورة الذهنية التى ترسخت لدى جمهور رحب بوضوح بعودته شخصيتهم المحبوبة آملين أن تشبع تلك العودة حنينهم لأيام طفولتهم.

أولاً: صوت منير
صوت منير كان من السمات الرئيسية لـ"بكار" التى ما أن ذكر اسم "بكار" أمام أحد المعاصرين له حتى ترن فى أذنه الكلمات "من قلبه وروحه مصرى والنيل جواه بيسرى"، فإضافة إلى خصوصية هذه الأغنية التى شكلت وجدان جيل كامل، فصوت منير له قدسية خاصة لدى عشاقه يجعلهم يتهافتون على أى شىء يضع "الملك" صوته عليه.

ولكن كيف سيواجه صناع "بكار" الجديد هذه المعضلة؟ فالأغنية سجلت منذ أكثر من 17 سنة، وهى المدة التى استحدثت فيها تقنيات فى الهندسة الصوتية، واختلفت فيها معايير الجودة بشكل كبير، فهل سيقوم صناع العمل بإعادة إنتاج الأغنية نفسها بصوت منير، أم أنهم سيتورطون فى تغييرها وخسارة قطاع كبير من عشاقها الذين سيصدمهم ذلك.

ثانيًا: الأداء الصوتى


الدوبلاج أو الأداء الصوتى أيضًا يمثل تحديا آخر فالجمهور الذى حبس فى الأصوات التى سمعها لأول مرة، سواء صوت الراوى الذى قامت بأدائه حنان ترك، أو صوت الطفل محمد محمود الذى قام بأداء بكار، ومن الطبيعى أن هذا الطفل صار شابًا الآن، مما سيضطر فريق العمل إلى الاستعانة بطفل آخر يقوم بأدائه.

هناك بالفعل تجربة سابقة استعانت بتغيير أصوات الشخصيات، وهى تجربة إعادة إنتاج بوجى وطمطم بصوتى محمد شاهين وإيمى سمير غانم بدلا من يونس شلبى، إلا أنه لم يلق النجاح المرجو، فهل سيتقبل الجمهور الصوت الجديد ويتخلى عن شحنة الذكريات التى يحتفظ بها.

ثالثًا: الإخراج


أيضا الإخراج الذى سيقوم به شريف جمال ابن المخرجة منى سيف النصر مبتكرة شخصية "بكار"، يمثل تحديًا هو الآخر، فكان لشريف محاولة فى 2007 لإعادة انتاج "بكار"، ولكنها فشلت مقارنة برد الفعل الذى انتظر بعد غياب دام وقتها لـ 5 سنوات.

لم تكن هذه التجربة الوحيدة التى لم تلق نجاح بتغيير المخرج، فبوجى وطمطم هو الآخر فى نسخته الأخيرة التى نوهنا عنها كان من تولى إخراجه محمود رحمى ابن الفنان رحمى، ولنفس السبب هو رحيل الفنان رحمى مبتكر الشخصيات.

رابعًا: هل يستطيع بكار أن يجذب قلوب الأطفال الآن


جمهور "بكار" الأصلى الذى كان فى عمر الطفولة وقت أول عرض له أصبح الآن فى العشرينات وربما الثلاثينات، وقد رحبت هذه الفئة من الجمهور بوضوح بعودة "بكار" وعبرت عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو عامل يعد فى صالح النسخة الجديدة، ولكن التحدى المنطقى الذى يولده هذا، هل يستطيع فريق العمل جذب الجمهور المستهدف أصلاً من أفلام الكارتون، الأطفال الحاليين، والذين قد يكونوا لم يولدوا أصلاً وقت عرض آخر أجزاء "بكار"؟

خامسًا: "بكار" 3D


بساطة الرسوم فى نسخة "بكار" الأصلية، والشبه بينها وبين رسوم الأطفال البدائية، والألوان المتماهية والتفاصيل القليلة سهلت على الأطفال الارتباط بالمضمون أكثر من الصورة، كما ساعدت فى نفوذ شخصية "بكار" إلى وجدانهم مباشرة.
والآن بعدما أعلن مخرج العمل عن أن النسخة الجديدة ستنفذ بتقنية ثلاثية الأبعاد، قد يغير هذا من السمات الرئيسية فى المسلسل الذى اعتمد على نشر الأخلاقيات والمبادئ أكثر من اعتماده على إبهار الصورة، وبذلك قد تتعرض شعبية "بكار" الأصلى للخطر.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة