الأطراف التى شاركت فى عملية «عاصفة الحزم» ضد سيطرة الحوثيين على اليمن لم تعلن أن سبب علمياتها دينى أو مذهبى.
أقول ذلك بمناسبة تأييد العملية من جماعة الإخوان فى كل البلاد العربية، ودخل السلفيون على خط التأييد أيضًا، وأيدتها الجماعات التكفيرية والإرهابية فى سوريا وليبيا، وأيدها اتحاد علماء المسلمين برئاسة يوسف القرضاوى، وهيئة علماء المسلمين فى العراق، وهو ما يعنى أننا أمام حالة اصطفاف نادرة للحكام والإرهابيين، فجميعهم يؤيدون ضرب الحوثيين وضرورة التخلص منهم، وتزيد الجماعات الإرهابية فى التسخين فتنادى بعدم الاكتفاء بالضربات الجوية، بل يجب أن تمتد إلى الزحف البرى من الجيوش العربية إلى داخل اليمن.
لا يقف الإرهابيون وأطراف «عاصفة الحزم» على أرضية مشتركة فى هذه القضية، فالحكومات العربية المشاركة فى العملية ترى أن هناك خطرًا على الأمن القومى العربى من الحوثيين الذين تحركهم إيران، وأنه من الخطر ترك مضيق باب المندب فى يد قوة أجنبية هى إيران، وأن الصراع على أرض اليمن أصبح صراعًا بين مشروعين، مشروع عربى، ومشروع إيرانى يتمدد فى المنطقة يومًا بعد يوم، وهكذا لا تشمل الأسباب على أى جانب دينى ومذهبى.
بينما يرى الإرهابيون أن «الحوثيين» شيعة، والشيعة كفار، وأخطر على الإسلام من اليهود والصهاينة، ونتذكر فى ذلك دعاء الشيخ محمد عبد المقصود فى استاد القاهرة على الشيعة بحضور محمد مرسى وقت أن كان رئيسًا، وكان الإخوان والسلفيون والجماعة الإسلامية وكل الإرهابيين محتشدين يومها لما سمى بـ«نصرة سوريا»، يومها كال مرسى اتهامات للشيعة، ووجدنا أنفسنا أمام رئيس يرسم معالم المنطقة وفقًا لصراع شيعى سنى، ودعوة للاقتتال الداخلى عربيًا، وهكذا كان مقدرًا للمنطقة أن تدخل فى صراع طائفى لا يعرف أحد إلى أى مدى سينتهى، ومن هذه الخلفية تتحرك القوى الإرهابية فى نظرتها لما يحدث فى اليمن الآن، هى تؤيد ضربات «عاصفة الحزم» لأسباب دينية تتعلق بصراع الشيعة والسنة، وبالتالى فإن المنطلقات مختلفة، وهذا ما يجب علينا الانتباه إليه.
القرضاوى الذى يؤيد «عاصفة الحزم» يسب ويلعن الجيش المصرى وباقى الجيوش العربية ليل نهار، والإخوان يفعلون ذلك، وحين يؤيدون الآن تحركات هذه الجيوش فهذا من باب تأجيج الصراع الطائفى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة