تواجه مصر شعبا وقيادة وطنية حربا «طائفية» لاهوادة فيها، من قبل جماعات العنف المسلح المدعومة من قبل الجماعة الإرهابية الإخوانية، وأخواتها شياطين (داعش، جيش النصرة، حماس، وسائر مكونات السلفية الجهادية مثل بيت المقدس وغيرهم) ويمتد المخطط من قرى سمالوط وحتى صعدا باليمن مرورا بسيناء وطرابلس ودمشق وعدن، الغريب أن مصر قاومت الإرهاب بمفردها حتى ظهر خطر تمدد «الحوثيين»؟!!
لا ننسى بالطبع موقف العربية السعودية والإمارات بعد ثورة 30 يونيو، لكن ظللنا من يوليو 2013 وحتى قتل داعش لـ 21 شهيدا نقاتل الإرهاب دون دعم عسكرى من أحد.. واجهناه بأجساد جنودنا وضباطنا وشبابنا ونسائنا وأطفالنا، وحينما ظهرت مخاطر على المصالح الأمريكية ظهر ما يسمى «التحالف الدولى» ضد داعش، ورفضت مصر الدخول فى ذلك التحالف، وكانت لها أسبابها الوجيهة، ليست ضد مقاومة الإرهاب ولكنها لن تخرج خارج أرضها، وحينما انتقمت من مقتل الشهداء الـ21، اكتفت بضربات الطيران، ترى ماذا استجد بعد تدهور الوضع فى اليمن ولماذا اشتركنا فى عملية «عاصفة الحزم»؟
بالتأكيد يحتاج الأمر إلى مزيد من الإيضاح، خاصة أن الخارجية المصرية فى بيانها الأول، أشارت إلى إمكانية اشتراك مصر «بريا إذا اقتضى الأمر» ثم خرج علينا بيان الرئاسة لا يحوى «المشاركة البرية»، وشاهدنا محاربا قديما له وزنه (اللواء أحمد عبدالحلييم) يرفض وبشدة المشاركة البرية فى العملية، كما تمتد التساؤلات إلى مشاركة باكستان (الأمر الذى يعطى بعدا دوليا ناهيك عن مشاركة قطر ومباركة تركيا) الأمر الذى يربك المواطنين المصريين ويجعل البعض يتساءل عما سمى بالمصالحة المصرية القطرية والمصرية التركية القطرية، بل إن كاتبا كبيرا له مكانته مثل محمد حسنين هيكل أبدى معارضته لما يحدث؟ وتساءل لماذا لم تنتظر السعودية مؤتمر القمة؟
كل تلك التساؤلات «المشروعة» والتخوفات «المنطقية» تجعلنى أخشى أن تحول إيران كل ذلك إلى منظور طائفى (سنى شيعى ) والأرض ممهدة فى العراق ولبنان ودمشق لذلك، وهل الشرعية الخاصة بالرئيس اليمنى عبد ربه منصور تختلف كثيرا عن شرعية الرئيس السورى بشار الأسد؟ ولماذا لتحالف «عاصفة الحزم» الكيل بمكيالين ما بين دمشق وعدن؟
على الجانب الآخر، أين نحن من المخاطر الداخلية وكلنا تابعنا بقلق مظاهرات فلول الإخوان والسلفيين الجمعة الماضى فى قرية العور ضد بناء كنيسة الشهداء التى قررتها الدولة، ومحاولات الاعتداء على كنيسة العذراء بالقرية، فى كل الأحوال نحن نثق فى حكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى وقواتنا المسلحة، لكن فى غياب البرلمان وإغفال القوى الوطنية.. لا بأس من مراعاة تلك التحفظات والتصدى لمؤامرات الإخوان الداخلية، حتى لا يعانى المواطن المصرى من «شيزوفرانيا سياسية» نكون مع قطر وتركيا ضد الحوثيين ونتصدى لمخططاتهما ودعمهما للإرهاب فى مصر؟!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة