لماذا غابت سوريا عن القمة العربية؟ لماذا ظل مقعدها شاغرا رغم حضورها الكثيف فى نشرات الأخبار بإحصاءات القتلى والجرحى فى المعارك الدموية المشبوهة؟ ألم يكن من الأجدى أن تكون سوريا شأنها شأن اليمن وليبيا فى صدارة الاهتمام العربى والاتحاد من أجل إنقاذ هذا البلد الجميل، الذى ينزف بغزارة من كل شرايينه منذ أعوام، حتى بات لدينا حوالى 13 مليون لاجئ سورى.
بلد عربى كبير وصاحب حضارة يتعرض للتدمير المتعمد مع سبق الإصرار والترصد، ويبقى مقعده شاغرا فى القمة العربية الأهم التى توصف بقمة لم الشمل والاتحاد؟ ألأن من بين الدول العربية المشاركة فى القمة جناة على سوريا ومتآمرون على سوريا وظالمون لسوريا؟ ألأن من بين الدول العربية المشاركة من يدرب المقاتلين على أرضه ثم يبعث بهم إلى أتون الحرب هناك ليشعلوا الأرض والسماء؟
لماذا الوحدة والتدافع لحل قضية اليمن ومواجهة التمدد الإيرانى هناك، فى الوقت الذى تدفع فيه المليارات لتركيا لتتدخل فى سوريا؟ لماذا ترك مشروع القرار الختامى لقمة شرم الشيخ سوريا لمصيرها بعبارات إنشائية تكلف الأمين العام بمتابعة الملف مع بان كى مون، وفق مقررات مؤتمر جنيف؟ ونعرف جميعا أن مؤتمر جنيف لم ولن ينجح، لأنه يقوم على محاولة فرض آلية للحكم الانتقالى على نظام بشار الأسد.
كنت أنتظر من القمة العربية أن تصدر قرارا بوقف الدعم المادى والعسكرى للمقاتلين والمرتزقة الموجودين فى سوريا، ومن بينه أعتى التنظيمات الإرهابية التى نكتوى فى العالم العربى بنيران عنفها وتطرفها وغبائها.
وكنت أنتظر أيضا أن يتضمن البيان الختامى للقمة قرارا حاسما لجميع الأطراف فى سوريا العزيزة بإلقاء السلاح والتوقف عن القتال فورا، على أن يكون هناك جدول زمنى تتحرك بمقتضاه القوة العربية المشتركة بعد تشكيلها لتجمع السلاح من المقاتلين وتطرد المرتزقة والإرهابيين وترفع الحصار عن المدن والقرى وتستعيد اللاجئين، وبعدها يجرى استفتاء تحت إشراف دولى بين أبناء الشعب السورى ليقرروا مصيرهم بأنفسهم، أليس هذا أضعف الإيمان أيها الإخوة العرب الأشاوس؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة