بكل ثقة يتحدث البعض عن أن سوريا هى المحطة المقبلة أمام التحالف الدولى الذى يخوض معركته الآن ضد الحوثيين فى اليمن، بعض الإعلاميين والمحللين الخليجيين وبصفة خاصة من السعودية تحدثوا عن ذلك صراحة فى القنوات الفضائية فى اليومين الماضيين، وفى خلفية هذا الرأى أن معركة اليمن محسومة بهزيمة الحوثيين.
يتحدث هؤلاء عن أن هذا التحالف سيضع حدا للأزمة السورية بإسقاط نظام بشار الأسد، وتمكين المعارضة التى يصفونها بـ«المعتدلة»، واللافت أنه فى تبنى هذا السيناريو يتم إغفال الحديث عن الجماعات الإرهابية والتكفيرية التى تقاتل فى سوريا، فليس من الواضح كيف سيتم التعامل مع «داعش» و«جبهة النصرة»؟، فإذا كان الهدف «الخليجى» مرتكزا وفقط على إسقاط بشار، فهل سيعنى حال تحقيقه أن سوريا ستدخل مرحلة الشفاء مما تعانيه؟، أليس من الوارد أن سيناريو مرحلة ما بعد سقوط طالبان فى أفغانستان سينتقل إلى المنطقة؟
اللافت أن الذاهبين إلى التأكيد على أن تطبيق ما يحدث فى اليمن سينتقل إلى سوريا يورطون مباشرة بعض الأطراف المشاركة فى هذا التحالف، ويقفزون على حقائق المواقف المعلنة نحو الأزمة السورية، فمصر وحسب كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة العربية، ترى ضرورة الحل السياسى للأزمة، وتؤكد على وحدة الأراضى السورية، وأن ذلك سيتم بالحوار بين أطراف الأزمة، ويقود هذا الطرح مباشرة إلى استنتاج عدم استبعاد بشار الأسد من المعادلة، وبالطبع فإن هذا الموقف يختلف مع الموقف الخليجى الذى يستبعد بشار من أى حل، ويعنى ذلك أن مصر التى هى ركن فى التحالف ضد الحوثيين، ليست هى مصر التى يراد لها أن تكون ركنا فى نفس التحالف ضد بشار.
مصيبة التصورات الخاصة باحتمالات التدخل العسكرى فى سوريا أنه يخدم الإرهاب ولا يقضى عليه، رغم الحجة الجاهزة فى ذلك هى وقف النفوذ الإيرانى المتمدد فى المنطقة من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، وفى التصور أن إسقاط بشار سيعنى بالتبعية القضاء على حزب الله فى لبنان، غير أن السؤال الغائب هو، كم ستكون كلفة هذا السيناريو؟
أعتقد أننا مقبلون على سيناريو أمريكى إسرائيلى كارثى سيعم المنطقة، وشئنا أم أبينا سيتم إعلاء النعرة المذهبية والطائفية فيه، فالحديث عن صراع السنة والشيعة عائد بقوة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة