وائل السمرى

شيعى ويفتخر؟

الإثنين، 30 مارس 2015 08:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أصدق نفسى حينما قرأت التصريحات التى أدلى بها الدكتور إبراهيم الجعفرى، وزير خارجية العراق، ففى سياق حديثه عن الحروب فى المنطقة وقضية الحرب العربية على الحوثيين، حيث قال «الجعفرى» إنه ضد الحروب والنزاعات وأنه ضد ما أسماه بـ«التدخلات» العربية فى شؤون الدول، ثم قال إنه «شيعى ويفتخر» بانتمائه للشيعة، واشتراك بلاده فى الحدود مع إيران وتركيا حيث تشكل روافد دجلة والفرات منبع الحضارة بالعالم كله ثم قال متحدثا باسم العراق «لدينا مبدأ استراتيجى لسنا مع منطق الحروب والتدخل فى شؤون الدول نطبقه على اليمن وكل دول العالم حتى فلسطين».

لا يجب أن يمر ما قاله وزير خارجية العراق مرور الكرام، فهذا الحديث أكبر دليل على بشاعة ما وصلنا إليه من شيوع ثقافة التعصب والطائفية، حتى أن وزير خارجية دولة كبرى من دولة المنطقة أصبح يتباهى بانتمائه المذهبى مصرحا بأنه «شيعى ويفتخر» تماما كما يفعل الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» حينما يتبارون بأنسابهم وانتماءاتهم ويتخذون من المكايدة منهجا وسبيلا.

شيعى وأفتخر، سنى وأفتخر، ومصرى وأفتخر، سعودى وأفتخر، مسلم وأفتخر، مسيحى وأفتخر، عشرات المسميات التى يعقبها كلمة «وأفتخر» ولا أعرف على ماذا تدل هذه الكلمة، ولماذا يقولها الناس عادة على مواقع التواصل الاجتماعى مصحوبة بالسيل من التنابز والمعايرة، والغريب أن هؤلاء «المفتخرين» لا يدركون أن إعلانهم عن هذا الفخار الكاذب بانتمائهم الدينى أو السياسى أو المذهبى بهذا الشكل المتعصب لا يدل إلا على أن ما يفخرون به ربما يكون سبة عند غيرهم، ولذلك يعلنون أنهم يفتخرون بما لا يفخر به غيرهم مؤكدين على كونه سبة فى الأساس.

هذا هو المطلوب، أن يرفع كل عربى شعارا طائفيا أو مذهبيا ويقف تحته لتكون حروبنا دائما، وآلامنا مزمنة وأوجاعنا ملازمة، فالخلافات إذا أخذت صبغة دينية أو مذهبية تصبح غير قابلة للذوبان ومع الزمن يفقد الوطن معناه ويصبح المذهب هو الوطن، ثم يتم تعميق الإحساس بالشوفينية ويتهيأ الإنسان لرفض «الآخر» بل رفض الجميع إذا لم يكن على شاكلته، وهو ما يمهد إلى تحويل البشر إلى أدوات قتل على الهوية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة