عادل السنهورى

مزارات عبدالحليم حافظ فى ذكراه

الثلاثاء، 31 مارس 2015 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سنوات الثمانينيات الأولى، كانت أول مرة أرى فيها مدينة القاهرة، الحلم الذى كان يبدو تحقيقه مستحيلا بالنسبة للصغار خارج العاصمة المهولة بزحامها وبريقها ووهجها المسائى، ونيلها الأسطورى ومبانيها التاريخية الفاخرة وفنادقها الفخمة، حلم زيارة القاهرة، ظل يراود الخيال حتى تحقق بالتحاقى بكلية الإعلام جامعة القاهرة.

هنا القاهرة.. التى شاهدتها فى أفلام عبدالحليم حافظ أو حليم، معشوق جيل الستينيات والسبعينيات.. الجيل الذى أنتمى إليه، وتمنيت أن أزور بعض الأماكن التى صور فيها بعض مشاهد أفلامه 16 فيلما سينمائيا، مع بطلات وأبطال أفلامه.

مع أول أيام الاستقرارا فى القاهرة عقدت العزم على اصطحاب زميل الدفعة الصديق طارق بركات لزيارة كل مكان جلس فيه حليم.. فى ميدان الأوبرا.. وعلى طرفه كان يقع كازينو صفية حلمى البديع قبل هدمه بعد ذلك ليحل محله سينما ثم مسرح. هنا جلس حليم مع العظيم محمود المليجى فى فيلم «أيام وليالى».. وكاميرا عاطف سالم تبرز مفاتن قاهرة الخمسينات.. فى الخلفية على أقصى اليمين أوبرا القاهرة القديمة والنافورة الشهيرة وتمثال إبراهيم باشا «أبوإصبع».. جلست فى الساحة الخارجية للمقهى العتيق، وبالقرب من السور الخارجى فى ذات المكان واحتسيت القهوة لأول مرة فى حياتى فلم تكن مشروبى المفضل، لكن كله عشان خاطر عيون حليم.

فى الجانب الآخر من ميدان الأوبرا كانت الزيارة التاريخية لحلوانى «هارون الرشيد» بجوار مقر مصر للطيران. صعدت إلى الدور الثانى وقبل أن أنطق بادرنى عم «سيد» الأسمرانى الجميل: «أيوة أنا اللى ظهرت مع عبدالحليم فى فيلم يوم من عمرى مع زبيدة ثروت وعبدالسلام النابلسى».. دار حوار سريع عن الحلوى التى تناولها حليم مع جميلة الجميلات زبيدة ثروت.. «قطعة بسبوسة وكنافة»، طلبت نفس طلب حليم، وجلست مع صديقى طارق بركات نستعيد ذكريات الفيلم، ونطالع النافورة والتمثال الذى وضع الإهمال ومرور السنين بصماته عليهما بعد أن احترقت الأوبرا، وارتفع مكانها الجراج المعروف الآن. الحلم قد تحقق ولكن ظل مشهد حليم فى لندن وهو يداعب الحمام لا يفارق الخيال، فى إحدى رحلات علاجه فى إنجلترا. لم أصدق منذ عشر سنوات أننى فى لندن فى مهمة صحفية.. ذهبت إلى ميدان الطرف الأغر - ترافيجللر - طيور الحمام الميدان كان شاهدا على آخر مكان تمنيت زيارته مثل صديقى عبدالحليم حافظ الذى رحل فى مثل هذا اليوم منذ 38 عاما!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة