مئات من الشباب بالسجون المصرية- وفقًا للتقارير الحقوقية- بينهم من ارتكب جُرمًا فى حق البلد، وللقضاء الكلمة العليا بشأنهم، وبينهم من قُبض عليه بشكل عشوائى فى مظاهرة أو مسيرة بالمخالفة للقانون، فقضوا عشرات الليالى وراء السجون ظلمًا ولا يزالون، فمن الظلم أن نتركهم رهينة لقانون العقوبات، فيصبحون معرضين للسجن المشدد 5 سنوات أو 10 حتى وإن كان الحكم مهددًا بالطعن عليه أمام محكمة النقض.
السؤال: هل تدرك مؤسسات الدولة الفرق بين الفئتين؟، الإجابة ليست مباشرة بنعم أو لا، تحتاج قليلاً من العودة للوراء، وتذكر خطابات الحكومة والرئاسة، والربط بينها وبين التنفيذ الواقعى، وقراءة المشهد بشكل عام.. فى كل الخطابات الرسمية للدولة «تُحشر» عبارة «الشباب المحبوسين» لإضفاء مزيد من المصداقية على الخطاب، وإيصال رسالة لقطاع الشباب بأن الخطاب الرسمى للدولة يدرك الإحباط فى الشارع، ويدرك أن العشرات من الشباب قُبض عليهم ظلمًا.. تكررت العبارة فى أكثر من خطاب فى توقيتات زمنية مختلفة، آخرها حديث الرئيس السيسى فى نهاية فبراير الماضى، ومنذ ذلك اليوم بدأ العمل بشكل جاد على إخراج دفعة من الشباب المحبوسين، فكانت الاستجابة السريعة من النيابة العامة فى صورة بيان رسمى يتضمن فحص الأوراق والمواقف القانونية لعدد من المحبوسين، وبعدها بأيام كان هناك بيان جديد من النيابة العامة بالإفراج عن 120 طالبًا.
لكن المفاجأة أن الأسماء خلت من رموز الشباب المحبوسين الذين شاهدنا بأعيننا عمليات القبض العشوائى عليهم فى شوارع القاهرة وباقى المحافظات. القائمة خلت من الشباب الحقيقى الذى يطالب الجميع بالإفراج عنه، ممن شاركونا فى يناير ويونيو، فالقائمة ليس من بينها أحمد دومة، أو علاء عبدالفتاح، أو شوكان، أو هانى الجمل.. قائمة المفرج عنهم بالطبع حققت سعادة لـ 120 أسرة، ولنا أيضًا، لكننا- للأسف- عندما نحللها، ونقرأ فى مشاهد الإفراج عن تلك الدفعة نكاد نكون أمام حقيقة أن ملف الشباب المحبوسين تتعامل معه الدولة بمنطق «الشو الإعلامى» لا بمنطق السير نحو العدالة، وتصحيح الأوضاع الخاطئة.
هل تعلم أن القائمة لكى تخرج إلى النور استغرقت 3 أشهر، ورغم ذلك لم يرد بها إلا 5% من قوائم الأسماء المقدمة من المجلس القومى لحقوق الإنسان، وهذا معناه أننا أمام 3 أشهر أخرى لكى نفرج عن 120 مظلومًا وراء قضبان السجن.. لا نعلم بالأساس حتى الآن- رغم كل الوعود المتكررة- هل هناك جدول زمنى للإفراج عنهم، أم سيكون الإفراج فقط عندما يتحدث الرئيس؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة