لم تعد هناك أى التباسات فى العلاقة بين جماعة الإخوان والتفجيرات وعمليات التخريب والحرق والقتل التى تقع فى القاهرة والمحافظات، وبالرغم من كونه يبدو تنظيمًا عشوائيًا، فإن هناك عجزًا معلوماتيًا عن الإمساك بمن وراء التمويل والتخطيط، فضلًا على تكتيكات التشويش على الإرهاب.
هناك فرق أخرى مهمتها التشويش على مرتكبى العمليات حال القبض عليهم، وتصويرهم على أنهم مجرد متظاهرين، ورأينا كيف وصل الحال إلى وجود حملات حقوقية للإفراج عن قاتل الأطفال فى الإسكندرية، وهو معترف بجريمته، فضلًا على فيديوهات تسجل كيف ألقى الطفل عمدًا وهو يحمل راية داعش السوداء، فنجد حملات لتبرئته، ووقف تنفيذ حكم المحكمة.
لم يعد هناك شك فى أن جماعة الإخوان، وتنظيماتها المختلفة تقف وراء التفجيرات.. قيادات ومنظرو الجماعة فى قنوات تركيا يتبنون هذه العمليات، ويعتبرونها نوعًا من الثورية، ويصدر تنظيم اسمه «العقاب الثورى» بيانًا يتبنى فيه عمليات التفجير والحرق والقتل، وهو ما يجعل الرؤية متطابقة بين رواية الشرطة ورواية الإرهابيين، بما ينفى وجود أى التباس أو مؤامرات، وكما سبق فكل الدلائل والاعترافات فى الفضائيات التركية أو بيانات التنظيمات تؤكد أن الجماعة وراء عمليات التخريب والإرهاب والتفجيرات والحرق، وفى الاتجاه نفسه تواصل داعش وتنويعاتها عمليات تحظى بدعم الجماعة أو تصفيقها.
إذًا، محاولات الجماعة تبرئة صنّاع وزرّاع المتفجرات تحبطها بيانات أو اعترافات من قيادات الجماعة فى قطر وتركيا ممن يؤكدون وجود علاقة واضحة بينهم وبين الإرهابيين المحليين.
الجماعة هنا تعود إلى أصل الفكرة التى قامت عليها، والتى ظلت عقودًا تسعى لإخفائها تحت مساحيق التجميل، وتسقط أى حجج بأن العنف طارئ على الجماعة، فقد مارسته وهى فى السلطة، وبعدها، وهو جزء من بنيتها، ومثيلاتها فى المنطقة، فهى أصل العنف الدينى المعاصر، وهناك تطابق فى امتلاك هذه التنظيمات قدرًا من الكراهية والانتقام، وغياب الروابط الإنسانية.
وإذا كان الأمر بهذا الوضوح، يفترض أن تتعامل أجهزة الأمن بتكتيكات تتناسب مع الإرهاب.. هناك أكثر من حالة لسقوط الإرهابيين قبل أو فى أثناء تفجير قنابل، وهم خيوط مهمة يمكن أن تقود لمعلومات عن التخطيط والتمويل، لكن تبقى حلقة مفقودة تقود إلى التوصل للفاعل، ومنها تفجير دار القضاء العالى، والمناطق التى تقترب أو تحيط بالأقسام، فيفترض أن يتم تركيب كاميرات بها، ومع أن تفجيرات القضاء العالى تتكرر، لم يهتم أحد بالكاميرات.. الواضح أن الرؤوس المدبرة تمويلًا وتخطيطًا فى الخارج والداخل لها علاقة بإرهابيى سيناء.. هناك حلقات مفقودة بالرغم من وضوح الإرهاب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة