سعيد الشحات

عوامل مضادة لريادة إيران إقليميا

الأربعاء، 04 مارس 2015 07:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- قالت وسائل إعلام إيرانية: إن قائد «فيلق القدس» فى الحرس الثورى الإيرانى الجنرال قاسم سليمانى موجود فى «صلاح الدين» بالعراق، لتقديم الاستشارات العسكرية للقوات العراقية التى بدأت عمليات واسعة منذ أمس الأول ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لاستعادة السيطرة على «تكريت» ومدن أخرى فى محافظة صلاح الدين.

- تنقل وسائل الإعلام بين الحين والآخر عن تواجد قوات إيرانية مقاتلة فى سوريا لمساندة الجيش السورى فى حربه ضد الجماعات التكفيرية والإرهابية.

- جماعة «أنصار الله» فى اليمن المشهورة إعلاميا بـ«الحوثيين» القريبة من إيران تسيطر على السلطة فى صنعاء، بينما انتقل عبد رب منصور هادى الرئيس اليمنى المعزول من الحوثيين وحلفائهم إلى عدن، ليعلن منها أن صنعاء منطقة محتلة من الحوثيين.

الحالات الثلاث السابقة تدخل ضمن حالات أخرى تعكس جميعها التمدد الإيرانى فى المنطقة، الذى توسع ليشمل لبنان وسوريا واليمن والبحرين والعراق، وعلاقات طيبة مع حركة حماس، فيما يعنى أننا أمام حالة إيرانية فريدة تدخل فى نطاق مفهوم حالة «دولة الدور» وهى الدولة التى تتهيأ لها بفعل عوامل جغرافية وتاريخية قيادة الإقليم التى تقع فى نطاقه، غير أن هناك شروطا للاستمرار فى ذلك، فهل هى متوفرة بالفعل فى إيران؟

الإجابة على هذا السؤال تشمل جانبين، الأول يتمثل فى سؤال جوهرى وهو، هل يمكن أن تقبل شعوب المنطقة سنية المذهب، أن تقودها دولة شيعية المذهب ؟ قد يرى البعض أن هذا السؤال يعبر عن توجه طائفى ويطرح عراكا على أساس اختلاف المذاهب الدينية، غير أن للسؤال أسانيد كثيرة ولها وجهاتها، تبدأ من أننا نعيش الآن موجة إرهاب تتخذ من الدين ستارا ومبررا، كما أن النخب الحاكمة فى كل بلدان المنطقة لا تتورع فى استدعاء النزعة الطائفية والمذهبية فى حال كان ذلك ضروريا من أجل الحفاظ على تواجدها، وحين تستخدم هذه الورقة تقوم بعملية شحن كبير لشعوبها، فتتحول المسألة إلى صراع بين الشيعة والسنة فى عموم المنطقة.

كان الطموح بعد الثورات العربية أن تتراجع مثل هذه النزعات، غير أنها زادت بفعل حكم جماعة الإخوان، ووصلت إلى حد أن محمد مرسى أثناء رئاسته وخلال إلقاء خطابه أمام قمة عدم الانحياز فى طهران، بدأ بالسلام على الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين، منطلقا فى ذلك من قناعة أن الشيعة لا يحبون من الخلفاء سوى سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه، وكان الخطاب مذهبيا بامتياز فى مشهد ليس كذلك بامتياز، وكان بطريقة وبأخرى يتوافق مع أطراف تستهدف إبقاء المنطقة فى حالة صراع دائم تعمل على تأجيج الصراع بهذه الورقة.

الجانب الثانى فى مسألة «دولة الريادة» بمعناها المؤثر والشامل يتمثل فى التأثير الثقافى، فمصر حين قامت بدورها الريادى فى المنطقة فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، كانت قوتها الناعمة فى الثقافة والسينما والغناء والفكر هى التى تربط أبناء المنطقة بها، وبالرغم مما حدث سياسيا لها فيما بعد، فإن قوتها الناعمة ما زالت مؤثرة إلى حد كبير، وهذا البعد ينقص الحالة الإيرانية بحكم عوامل كثيرة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة