محمد الدسوقى رشدى

الجناة فى معركة الدستورية العليا

الخميس، 05 مارس 2015 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1
فى المدارس الابتدائية، كنا نفتح كتب اللغة العربية ونكتشف أن خلف كل نص أو درس فقرة بعنوان «الدروس المستفادة»، بعضها كان يأتى نمطيا وتقليديا يقول ما قاله النص فعلا، وبعضها كان يشير إلى ما هو أبعد.

بعد حكم المحكمة الدستورية الخاص بعدم دستورية قانون تقسيم الدوائر وما ترتب على ذلك من تأجيل للانتخابات وتعطيل لن تجنى الدولة من خلفه سوى الخسارة، انطلق الجمع يبحث عن الدروس المستفادة، ولكنهم توقفوا فقط عند المعلوم بالضرورة، أن الدولة فشلت فى وضع قانون يتوافق مع مواد الدستور، وأن لجنة الخمسين أهدت للمصريين دستورا مفخخا تم تمريره فى ظل نشوة الخلاص من الإخوان، ولكن أحدهم لم يذهب إلى الدرس المستفاد الحقيقى، أو يتعمد إخفاءه حتى لا تنكشف الفضيحة الكبرى.

الفضيحة الكبرى تقول بأننا كنا على بعد أيام من إجراء انتخابية برلمانية، ولم تنجح الأحزاب المدنية والقوى السياسية المختلفة أن تقدم نفسها للناس أو تتخذ إجراءات توحى لك بأن فى مصر أحزابا قوية، أو حتى تتوافق مع بعضها على قائمة واحدة موحدة.

2
فى مصر 86 حزبا سياسيا وربما أكثر، ومع ذلك لم ينجح حزب واحد منها، أو 10 مجتمعة، أو 20 متحالفة، أو 50 متكتلة فى مواجهة الإخوان والسلفيين، وخسروا كل معارك الصندوق التى خاضوها خلال سنوات ما بعد ثورة 25 يناير فى مواجهة الحرية والعدالة، والنور، والبناء والتنمية، وللمفارقة.. هذه الأحزاب هى نفسها التى تفشل حتى الآن فى تقديم العون والمدد لأفكارها أو للسلطة التى تخوض حرب وجود فى منطقة ملتهبة.

فى تونس تعرضت الأحزاب المدنية لهزيمة أولية عقب إزاحة بن على مباشرة، ثم حولت الأحزاب المدنية هزيمتها المؤقتة إلى نصر ساحق على حركة النهضة الممثلة لجماعة الإخوان فى تونس، دون أن نسمع من القوى المدنية التونسية أى حجج أو تبريرات من نوعية الاتجار فى الدين، أو اللعب بالسكر والزيت، فقط شاهدنا أحزابا تعمل على الأرض، وتستغل خطايا الإخوان ورجال الغنوشى.
(3)
السير التونسى شبه المنتظم نحو عهد ما بعد «بن على» وديكتاتوريته، وهذا التعثر الحزبى فى مصر، يشبه الفرق بين الطريقة التى كان يلعب بها حسن شحاتة فى بطولات أفريقيا، القائمة على البركة، وذبح عجلين لزوم فك النحس، والطريقة التى يلعب بها المنتخب الإسبانى أو الألمانى بما فيها من انضباط خططى، وأجندة مستقبلية واضحة.

الفرق أيضا سببه أن زين العابدين بن على طغى وتجبر، وحرم التوانسة من الحرية، بينما مبارك أضاف إلى طغيانه وتجبره وسرقته للحرية، بعدا جديدا، وهو تجفيف منابع العلم والمعرفة، ونشر بذور التعصب والفوضى والعشوائية.

لا تدفن رأسك فى الرمل ياصديقى، وتعال نعترف بأن عددا كبيرا جدا من أهل الحل والعقد، وأهل الأحزاب والسياسة والقوى الثورية، يعانون نقصا حادا فى خلايا الإخلاص، وإن وجدت فهى فى الأغلب خلايا فاسدة.، أهل الحديث باسم الوطن والثورة والسياسة، يشبهون إلى حد كبير حمَلة السهام فى غزوة أحد، كانوا أول من أشعلوا شرارة المعركة، وأول من هرولوا وتركوا مواقعهم النضالية، سعيا خلف الغنائم، تاركين مواقعهم للخصوم والفلول والفاسدين.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

ما بنى على باطل فهو باطل

ما بنى على باطل فهو باطل

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/عصام عبدالحميد المتولى

لدينا فى مصر امهر ترزية القوانين الملاكى بيفصلوا القانون حسب الطلب وليس حسب المصلحة العامة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة