دينا شرف الدين

لن تأمن أمريكا زحف المتطرفين وإن كانوا صنيعتها !

الأحد، 08 مارس 2015 09:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تظن الولايات المتحدة الأمريكية أنها بمأمن من غزو تتار العصر الحديث المسمون بداعش، على اعتبار أن هذا التنظيم وأمثاله فى ما مضى صنيعة الأمريكان لضرب استقرار وأمن المنطقة بأسرها حتى يخلو لهم إحكام السيطرة المنشودة على منابع النفط العربى والمنافذ البحرية الحيوية، فتسيطر أمريكا وتنعم إسرائيل بالأمن والاستقرار ويتم توزيع ما تبقى من غنائم على الأصدقاء والحلفاء فى أوروبا.

حضرت أمريكا هذا العفريت المخيف ودعمته بالكثير من المال والسلاح حتى وإن كان بشكل غير مباشر ودون علم معظم أفراد هذا التنظيم، فكيف إذن يتمتع هذا الكيان الرجعى التكفيرى عدو المدنية بهذه المنظومة الإعلامية التى لا تقل بأى شكل عن المنظومات الأمريكية والأوروبية، من حيث التقنيات العالية الجودة والتواصل عبر شبكات ومواقع التواصل الاجتماعى بمنتهى الحرفية وبث الأفلام المصورة عن جرائمهم البشعة فى حق الإنسانية التى يدعون أنها كافرة، مما ساعد بشكل ملحوظ فى تحقيق أهدافهم الدنيئة فى بث الرعب فى قلوب الناس وإحباط همة أجهزة الأمن فى الدول المستهدفة معنوياً، أى أن داعش تخوض حرباً إلكترونية شبه ناجحة أكثر منها عسكرية، فلم نر حتى الآن مواجهات عسكرية فعلية ذات قيمة تذكر.

وما تغفله الولايات المتحدة أو تتغافله من أجل تحقيق أهدافها فى منطقة الشرق الأوسط وتحديداً مصر، أن هذا الوحش الكاسر الذى تدعمه مادياً وإعلامياً وتغض الطرف عن محاربته جدياً، سيتحول يوماً قريباً إلى وبالاً عليهم.

لماذا ؟ لأن هذا التنظيم المتطرف الذى يجمع مختلف المرضى النفسيين والمتطرفين والفاشلين من كل أنحاء الأرض، تنظيم يحارب الإنسانية بصورتها المتطورة ويعيدها إلى عصر البدائية، تنظيم معاد للنظم السياسية والاقتصادية الحديثة.

بما يعنى أن أمريكا ليست ببعيدة عن أنياب هذا التنظيم أو أفكاره، فكما نشأت احتجاجات «وول ستريت» تأثرا بثورات الربيع العربى، وتم قمعها بكل أشكال القمع والقهر والإهانة التى سارعوا بإسدال الستار والتعتيم الكامل عليها حتى لا تهتز صورة دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان أمام العالم وحتى تجد الذريعة المستمرة للتدخل فى شئون الدول التى ابتلت ببلاء الربيع العربى، فليس ببعيد أن تنشأ حركة «متطرفة جديدة تخرج من عباءة الإخوان المنعمين فى الأراضى الأمريكية والمحتمين بأحضان الدولة العظمى على غرار داعش بل وتجد من يساندها ويمولها بالمال والسلاح والآلة الإعلامية المتطورة، فتتحول لتنظيم قوى يهدد أمريكا بكل أشكال التهديد والترويع الذى صدرته لنا عبر جماعاتها المصنوعة.

فمن أعمالكم سُلط عليكم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة