أكثر ما يلفت النظر إلى أى مسؤول جديد هو تصريحاته التى يطلقها فور اختياره لمنصبه، وجميعها بالطبع تنصرف إلى الوعد والتوعد، الوعد بإنجازات عظيمة، والتوعد بمحاسبة كل مسؤول يقصر فى العمل، ولو عدنا إلى كل الحكومات السابقة فسنجد تلالا من تصريحات الوعود والتوعد، ورغم أن الحصيلة تكون خيبة كبيرة فى النهاية، يستمر الوزراء الجدد أو حتى القدامى عند التجديد لهم على نفس النهج.
أقول ذلك بمناسبة ما قرأته فى اليومين الماضيين من تصريحات للوزراء الجدد، واستوقفنى بشكل خاص تصريحات وزير الزراعة الجديد الدكتور صلاح هلال والتى كلف فيها رؤساء القطاعات والهيئات بمتابعة العمل والمرور فى الغيطان، وعدم الجلوس فى المكاتب، وإلا سيكون مصيرهم خارج دائرة القرارات و«هاشيلهم» والكثير قادم، وذلك حسب تعبيره.
هى تصريحات تعبر عن النوايا الطيبة والرغبة الصادقة فى تقديم الخدمة، لكن تستحق التوقف أمامها، من ناحية حال الفلاح الذى هو فى صميم مسؤولية الوزير، وإذا كان الدكتور صلاح هلال مازال يعيش فى قريته «كفر العمار - طوخ - قليوبية»، ومازال يفلح أرضه بنفسه، فإنه يعرف تماما أن القصة بالنسبة للفلاح لم تعد مرور رؤساء القطاعات والهيئات على الغيطان، فلم يعد هناك شىء تستطيع أن تفرضه وزارة الزراعة على الفلاح فى زراعته وفلاحته للأرض، ويكفى أن يدخل أى مواطن جمعية زراعية فى أى قرية، ليعرف أن دورها لم يعد كما كان، ولم تعد بالنسبة للفلاح مصدر إرشاده ونصحه فى كيفية الزراعة والفلاحة والارتقاء بالأرض.
يعيش الفلاح مرحلة من أسوأ مراحله وتلك حقيقة يدركها الذين يعيشون فى الريف، ووزير الزراعة الجديد واحد منهم، ويعتمدون على الزراعة كمصر دخل لمواجهة أعباء الحياة، ولعل أسعار فاكهة البرتقال المتدنية خير دليل على ذلك.
القضية الأساسية التى يجب أن ينشغل بها «هلال» هى الرؤية الشاملة للنهوض بالزراعة إذا كنا بالفعل دولة زراعية، والحماس وتهديد رؤساء الهيئات المقصرين دون وجود رؤية شاملة، لن يفيد فى شىء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة