لا توجد مؤسسة بلا أخطاء أو جهاز أمنى معصوم من السماء. دائما وفى أى مكان هناك ناس محترمة وهناك ناس تقلل من احترام المكان. لذلك تزعجنى بشدة الحكايات التى عادت لتتردد بين الناس عن عنف بعض عناصر الشرطة واستخدامهم لأساليب قاسية ومسيئة وغير لائقة بآدمية المواطنين وحقوقهم وتتنافى تماما فيما تعاهدنا عليه بعد 25 يناير. وفى الحقيقة لا أملك أدلة دامغة على صحة هذه القصص، فقد أطالعها فى جريدة أو موقع إخبارى أو أسمعها من بعض الناس ولكنى لست على يقين كامل من صحة التفاصيل أو صدق الأحداث وإن كانت بعض هذه الحكايات الدامية والمهينة تنشر ويتم رصدها بأسماء الضحايا من المواطنين والجناة من رجال الشرطة. على أى حال لا يوجد دخان بلا نار والأيام قادرة على فضح الحقائق ولكنى أشعر بألم شديد وغضب أشد كلما ترددت على مسامعى هذه القصص أو طالعت ملفاتها.فعلى المستوى العام مثلى مثل الجميع الذين يشعرون ويقدرون التضحيات والمجهودات العظيمة التى تقوم بها الشرطة فى مواجهة الإرهاب القذر ومحاولاتهم المستميتة لعودة الأمن للوطن وللناس ويؤلمنى أن تهتز قيمة هذه التضحيات بسبب عناصر معقدة وغير مسؤولة وفاسدة سلوكيا ونفسيا. ثانيا لأنى صديق للعديد من ضباط الشرطة وأكاد أحلف بأخلاقهم وتدينهم وترفعهم واحترامهم للجميع وأعرف كم عانا هؤلاء الشرفاء من النظرة المسيئة التى شابت عمل الشرطة بأكملها بعد ثورة 25 التى حملت الكثير من التحامل والكراهية بسبب نفس العناصر المريضة الفاسدة فرغم قلتها إلا أن تأثيرها كان واسع النطاق. ثالثا كنت أتمنى فى عهد رئيس محترم ومنتخب أن تتكاتف أجهزة الدولة فى تطهير نفسها حتى لو كان هذا التطهير مؤلما أو مكلفا بدلا من البلبلة التى تحدث فى الشارع ما بين كلام جميل يقال وبين أفعال عكس ذلك تماما. كان على أجهزة الدولة المختلفة وعلى رأسها الشرطة أن تستغل حالة الوفاق الوطنى لتعود للشارع محبتها قبل هيبتها وليعود للناس الثقة فى رجال الأمن قبل عودة الأمن. لكن وللأسف النماذج المتطرفة المريضة تحرق كل ذلك بالتعذيب والترويع والعنف المفرط سواء مع سائر المواطنين أو المشتبه فيهم أو حتى المجرمين. فلا يليق بالدولة أن تتعامل بشكل غير قانونى حتى مع مجرم. كما لا يحق لها أن تسكت على رجل آمن مجرم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة