افتح قلبك مع د. هبة يس.. ما بلاش نتكلم فى الماضى

الأربعاء، 01 أبريل 2015 01:14 م
افتح قلبك مع د. هبة يس.. ما بلاش نتكلم فى الماضى هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (أ) إلى افتح قلبك تقول:
أنا مخطوبة منذ 5 شهور، خطيبى صفاته جيدة جدًا، وملتزم دينيًا وهو الشىء المهم جدًا بالنسبة لى، وبيننا تفاهم وتوافق إلى حد كبير.. فى بداية الخطوبة، كان خطيبى ينهال على بكلمات الحب والغزل، وأنا لا أعرف كيف أرد عليه، لأنى لا أريد أن أخرج عن إطار الحلال فى الكلام معه، فنحن ما زلنا مخطوبين ولا يصح لى أن أبادله مثل هذا الحديث، ولا أن أسمح له بأن يقوله لى أصلاً، لكن ما حدث أنه كان يستمر ويغضب إذا لم أتجاوب معه، مما اضطرنى فى بعض الأحيان إلى مجاراته الشىء الذى يتعب ضميرى ويؤرقنى جدًا.

فاتخذت قرارًا ألا يحدث بيننا مثل هذا الحوار إلا بعد (كتب الكتاب)، حتى يكون كل شىء فى الحلال، وحتى أريح نفسى من هذه القيود، وأخبرته بقرارى هذا، فإذا به تغير تمامًا، وابتعد عنى وكأنى أخبرته بشىء معيب لا سمح الله.. تعجبت من رد فعله لكنه لم يمر وقت طويل إلا ووجدته يشرح لى لماذا تغير هكذا.. وليته ما شرح..

حكى لى عن حبه القديم -والتى أعتقد أنها ما زالت فى قلبه- التى كان يحبها من طرف واحد و(من بعيد لبعيد) لمدة 7 سنوات كاملة، منذ أن كان فى المرحلة الثانوية، وبالطبع صدم وتألم بشدة عندما تزوجت هذه الفتاة، فقرر أن ينساها مع أول إنسانة يقابلها، وبالفعل (أجبر ) نفسه على حب أول فتاة عرفها بعد هذا الموقف، وظل يغرقها بكلمات الحب والغرام _كما فعل معى_ حتى أعتقد أنه أصبح يحبها، وأنه نسى معها الأولى، ولكن لأن الأمر لم يكن حقيقيًا انتهت العلاقة سريعًا، ومن طرف الفتاة لا من طرفه هو أيضًا.

ثم تعرف على بعد ذلك بطريقة تقليدية، وقرر أن يخطبني بعد أن رأى فى مواصفات الزوجة الصالحة، وبدأ يسمعنى نفس الأسطوانات ليعيش نفسه ويجعلنى أعيش معه جو الرومانسية المفتعلة هذا، طبعًا هو لم يخبرنى بذلك صراحة، ولكنه أمر مفهوم من سياق الكلام، فنحن لم نكن على سابق معرفة ببعضنا البعض قبل الخطوبة، فمن أين له بكل هذه المشاعر والأحاسيس إلا إذا كانت سابقة التجهيز لديه؟.

كلامه جرحنى جدًا، وأهان كرامتى، وشعرت بأنى واحدة فى القائمة التى يحاول بها نسيان حبيبته الأولى ليس إلا، والمصيبة الكبرى من ذلك أنه لا يشعر بأن هناك أى مشكلة فيما قاله لى، وينتظر منى أن ابتلع كل هذا وأتفهم موقفه، بل وأتعاطف معه!!.. هل يمكننى هذا؟.

أنا نويت فسخ الخطوبة، فلا أريد أن يكون خطيبى أو زوجى معى جسدًا فقط، بينما هو سارح بعقله وقلبه مع أخرى، فهو كما يقول لا يستطيع العيش بدون كلمات حب، لهذا فهو سيقولها لى أو لغيرى، وليت ذلك لأنه يشعر بما يقول، لكن المشكلة أنه يقوله كمسكن لنفسه، أو كعامل مساعد يعينه على تقبل حياته وشريكته فيها، أيًا كانت هذه الشريكة، لهذا فهو لا يصبر على ألا يكون بيننا مثل هذه الأحاديث لفترة بسيطة حتى (كتب الكتاب)، ويريد ذلك كل يوم وطوال الوقت.

كما قلت لك أنا قررت عدم الاستمرار معه، لكنى يهمنى جدًا سماع رأيك، فأنا أثق به.

وإليك أقول:
أتفهم جدًا إحساسك بجرح المشاعر والكرامة مما قاله خطيبك، فأنت كأى فتاة تحلم بأن تكون الأولى والأخيرة والوحيدة فى قلب رجلها، لكن دعيني أفكر معك فى بعض الأمور.

أولاً: أن خطيبك ارتبط بفتاته الأولى تلك فى مرحلة مبكرة جدًا من حياته، أى أنه (حب مراهقة) بمعنى الكلمة، أى أنه أحبها غالبًا حبًا فى الحب نفسه، ورغبة فى أن يعيش الحالة، ومما يزيد من هذا الاحتمال طبيعة خطيبك الرومانسية تلك، فهو كما قال لك لا يستطيع أن يعيش بدون كلمات حب، فأغلب الظن أنه تعلق بها لأنه يبحث عن الحب والمشاعر والعواطف، لا عن شخصية بعينها.

كما أن حبه هذا كان من طرف واحد، أو من بعيد لبعيد كما تقولين، وبالتالى فهو حب غير حقيقى إلى أبعد الحدود، لأنه كان يحب صورة مثالية رسمها هو لها فى خياله، ولم يعرفها أو يتعامل معها فأحبها هى، وهذا أيضًا يؤكد اعتقادى فى أنه كان لديه طاقة عاطفية كبيرة أراد تفريغها مع إحداهن فقط، بصرف النظر عن شخصيتها أو طبيعتها، وبالتالى فهو فعل ذلك مع صورة من خياله، لا مع شخصية واقعية بإيجابياتها وسلبياتها.

كل هذا يجعلنى أقول لك أن خطيبك لم يحب هذه الفتاة حبًا حقيقيًا قويًا كما تتخيلين، وإنما فقط هذه مشكلة (الحب الأول) فى حياة أى إنسان، إنه يترك فى نفسه أثرًا قويًا حتى وإن لم يكن هو نفسه قويًا أو صادقًا، كل ما ينقص خطيبك هو أن يدرك هو نفسه هذه الحقيقة، ويعى أنه لم يكن يحبها هى وإنما أحب صورتها التى رسمها فى خياله، وأنه ربما لو كان تعامل معها واصطدم بعيوبها، لم يكن منحها كل هذا القدر فى قلبه، وأنه مع مرور الأيام سينساها، ولن يبقى فى قلبه سوى ذكرى لتجربة قديمة، يضحك لها أو عليها كلما مرت بخياله بين الحين والحين.

أما أنت فلك خبر سارٍ فى هذا الأمر، هو أن خطيبك يسهل استمالته وكسب قلبه بالكلمات الحلوة، وهو الشىء السهل خاصة إن كان هذا الكلام نابعًا عن إحساسك الصادق تجاهه، طالما أنك تشعرين أنه إنسان جيد فعلاً، ولديه ما لديه من الخصال الحميدة، لهذا فأنا أعتقد أنك يمكنك جعله يحبك أنت بصدق وبقوة بعد فترة بسيطة من زواجكما، عندما تتمكنين من تدليله وإسماعه ما يرغب فى سماعه، وبعد أن يرى منك ومن حسن معاشرتك ما يربطه بك أكثر وأكثر.

ثانيًا: من قال لك حبيبتى أن البيوت تبنى على الحب والمشاعر فقط؟.. كم من أزواج تزوجوا بعد قصص حب طويلة وعنيفة، وكانت النهاية عند المأذون مرة أخرى، وسريعًا، لماذا؟.. لأن الأمر ليس (أحبك) فقط، الأمر أساسًا يجب أن يبنى على التوافق والتفاهم، والراحة النفسية، والتقارب فى كل شىء وهذا ما قلتى بنفسك أنه متوفر بينك وبين خطيبك إلى حد كبير، فلماذا تضحى بكل هذا؟، لا تعتقدي أن العثور على شخص يتوافق ويتفاهم معك أمر سيحدث بسهولة، وكل يوم أبدًا.. حدوث ذلك بينكما أمر يستحق التقدير، والامتنان لحدوثه، فلا تتخلى عنه بسهولة.

ثالثًا: والكلام هنا لك ولخطيبك ولكل من يقرأ هذا الموضوع.. يا شباب.. يا جماعة.. يا نااااس...لا داعى أبدًا لفتح ملفات الماضى مع شريك المستقبل، هذه ليست صراحة، أو شجاعة، أو فطنة على الإطلاق، فلن يأتى من وراء هذه الخطوة (العنترية) إلا المشاكل، والشكوك، والظنون، ووجع القلب.. فلتضع الماضى كله فى صندوق، وتغلقه، وتنسى أين وضعت مفتاحه.. لماذا تفتح على نفسك وبنفسك بابا من الجحيم لا يسد؟!.

وعودة لك حبيبتى.. امنحى خطيبك فرصة أخرى، فهو كان حسن النية عندما صارحك بكل هذا، لهذا فهو لا يرى مشكلة فى أى شىء مما قاله، وهذا الأمر يحسب له كما يحسب عليه بالمناسبة، فمن الجميل أن ترتبطي برجل واضح ولا يمكنه إخفاء شيء عنك فى المستقبل.. هذا رأيى وطبعًا لك كامل الحرية والقرار النهائى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة