تستطيع أن تعلنها وبضمير يقظ و«مستريح»، أن ظاهرة «المستريح» ريان الصعيد، تتطابق بالبراهين والأدلة على أرض الواقع مع ظاهرة الأحزاب والقوى السياسية المصرية، وتجار الدين، فى بيع الوهم للناس فى زجاجات أو بالمعنى الدارج فى «أزايز». المستريح شاب، لم ينل حظه من التعليم، الكثير، مكتفيا بحصوله على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية، وكانت له أحلام وطموحات كبيرة فى تحقيق الثراء الفاحش، دون أن يدرك أن الأحلام والطموحات أبرز أعمدة ارتكاز تحقيقها، التأهيل العلمى والتدريبى والموهبة والخبرة والقدرة على ابتكار الأفكار الناجزة التى تتطابق مع الواقع، ولا تسرح بعيدا فى عالم الفضاء والخيال فوق السحاب الأبيض، مبتورة الأقدام، لا تستطيع السير على الأرض. إذن هى الفهلوة يا عزيزى، وبيع الوهم فى «أزايز»، وفتح عينك تأكل ملبن، أساس مرتكزات من يريد الحصول على المال والشهرة، «الصيت والغنى معا»، دون جهد حقيقى، وتعب وكد لتحقيق الأحلام والطموحات المنشودة، وتأسيسا على الفهلوة، أحد أبرز الابتكارات والاختراعات المصرية، برزت ظاهرة «المستريح» فى عالم البيزنس والسياسة والدين أيضا.
عشرات «المستريح» يطلقون على أنفسهم نشطاء وثوريين وسياسيين وحقوقيين، ومشايخ، ودعاة، وخبراء استراتيجيين، وإمعانا لتقنين بيع الوهم فى «أزايز»، أسسوا أحزابا ورقية وجمعيات حقوقية، وحركات وائتلافات، يروجون الشعارات البراقة، وينادون بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية، ويدشنون للفوضى، وقتل الأبرياء، وحرق وتدمير المنشآت العامة، ضمانا لاستمرار حنفية التحويلات الدولارية من الخارج، وتصدر المشهد عبر أبواق الإعلام بكل تعدداته، مرئى ومقروء ومسموع، والعمل بكل قوة للجلوس فى أروقة ودهاليز قصور السلطة.
ظاهرة المستريح يا سادة، ليست قاصرة فى بيع الوهم للصعايدة الذين دفعهم الفقر والعوز والحاجة، للجرى لهثا وراء الحصول على دخل ثابت ينقذهم من مخالب الجوع، والعجز أمام دموع أطفالهم من شدة ألم الجوع، فسارعوا لبيع وتأجير أراضيهم، ومواشيهم، وطيورهم التى تعد كل رأس المال الذى يمتلكونه، بجانب تحويشة شقاء أعمار أبنائهم فى الغربة، ولكن الظاهرة ممتدة ومتغولة بشكل أبشع وأخطر فى مقرات الأحزاب السياسية، وعلى منابر المساجد، وخلف الكرافتات الشيك التى يرتديها المنظرون وخبراء القلووووظ الاستراتيجيين، ونشطاء التخريب، والسبوبة، ودكاكين حقوق الإنسان، والحركات والائتلافات الثورية. نعم، معظمهم «مستريحون» باعوا الوهم فى أبشع صوره للغلابة، خاصة طوال الأربع سنوات الماضية، من ابتزاز ودغدغة مشاعر الفقراء من غالبية الشعب المصرى، بشعارات براقة ومدهشة، حول توفير رفاهية الحياة والحرية والكرامة الإنسانية، فى الدنيا، أما فى الأخرة فينتظرهم نعيم الفردوس، وحور العين، إذا دافعوا عن محمد مرسى وجماعة الإخوان وداعش جماعة أنصار بيت المقدس وتنظيم القاعدة.
النشطاء والسياسيون وخبراء القلووووظ، والحقوقيون، أسدوا وعودا للغلابة برفاهية العيش فى الدنيا، وتجار الدين والمنتمين للجماعات والتنظيمات الملتحفة بالإسلام، أسدوا إليهم وعودا بنعيم الآخرة بعد الموت، من جنة، والزواج بحور العين، أما المستريح، فوعد الفقراء فى الصعيد بانتشالهم من وحل الفقر، والعوز، وقسوة الجوع، والنتيجة أن الفقراء ازدادوا فقرا، وزاد توحش الجوع ليفترس وينهش أمعاء المعذبين فى الأرض المصرية، مع العلم أن فى الجوع مذلة، وليس فى الشعارات السياسية أى نفحة كرامة أو حرية، الجوع والفقر هما الأساس للذل.
دندراوى الهوارى
ظاهرة «المستريح» لبيع الوهم فى «أزايز» بين الأحزاب وتجار الدين
الجمعة، 10 أبريل 2015 01:03 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة