يوم الأحد الماضى كتبت عن قصر ثقافة دسوق وحالة الخراب التى وصل إليها القصر الذى لم يمر على إنشائه ثمان سنوات فى مقره الجديد وتحول إلى نموذج يجسد واقع قصور الثقافة فى مصر التى تحولت إلى خرابات مهدمة وخالية من أية نشاطات طوال السنوات الماضية وتخلى القائمون عليها عن دورهم فى نشر الوعى والثتقيف والتنوير واكتشاف المواهب الأدبية والفنية، لصالح جماعات الإظلام والظلام الفكرى. وفى اليوم التالى كان وزير الثقافة الدكتور عبدالواحد النبوى فى اجتماع مع المجلس الأعلى للثقافة ودار الحوار حول قصور الثقافة وخلال اللقاء قال الدكتور عبدالواحد إن التكليف الرئاسى للوزراء الجدد هو التجرد فى العمل والتفكير من خارج الصندوق للنهوض بالثقافة المصرية وإعادة البريق والوهج لها مرة أخرى وإعدادها للحرب ضد الجهل والتخلف والتطرف، الوزير ذكر أن قصور الثقافة فى مصر وعددها 575 قصر وبيت ثقافة تحتاج إلى 755 مليون جنيه حتى تعمل وتعود إلى حالتها الطبيعية وبالتأكيد «العين بصيرة والإيد قصيرة»، فالوزارة يعمل بها 34 ألف موظف وميزانيتها مليار ونصف جنيه وبالطبع تذهب غالبيتها لمرتبات ومكافآت العاملين بالوزارة ولا يتبقى شىء للأنشطة أو للإصلاح والترميم أو للفرق الفنية والمسرحية.
الدكتور عبدالواحد طالب برؤية واضحة وبخطة للمستقبل و«التفكير خارج الصنوق» - حسب التكليف الرئاسى - وبالتأكيد هناك أفكار كثيرة يا دكتور خارج الصندوق يمكن من خلالها تنمية موارد قصور الثقافة توفير الأموال اللازمة لها ولأنشطتها دون انتظار لميزانية الدولة بشرط إزالة ونسف عراقيل الروتين واللوائح والقوانين التى عفا عليها الزمن، فقصور الثقافة وبأفكار بسيطة خارج الصندوق يمكن استغلالها فى يوم أو يومين كدور للعرض السينمائى وبالتالى يصبح لدينا 575 دار عرض جديدة يتم من خلالها عرض الأفلام الجادة وأفلام التراث وبالتالى نشجع تيار السينما المستقلة فى مصر بعيدا عن سطوة تجار اللحمة ومقاولى السينما فى مصر، وهذا سيدر دخلا لقصور الثقافة لو تم تحديد ثمن التذكرة بخمسة أو عشرة جنيهات، هذه فكرة يمكن تنفيذها وكان الفنان نور الشريف قد طرحها منذ وقت طويل ولم يستمع إليه أحدا، كما يمكن أن تستغل مسارح قصور الثقافة فى الأقاليم لاستضافة فرق القطاع الخاص وبالتالى نوفر مورد دخل إضافيا، الأفكار خارج الصندوق كثيرة يا معالى الوزير، المهم أن تكون لدينا الشجاعة فى تنفيذها.