إن لم يجد بعض المصريين «المستريح» اخترعوه وصنعوه، وسلموا له أموالهم براحة وسلام وهدوء وسكينة، وهم يعلمون فى قرارة أنفسهم أنهم ضائعون لا محالة، وأنه سينهب أموالهم ويتركهم فى عرض الطريق، يصرخون على طريقة «راقية إبراهيم» فى فيلم «زينب» اللى ملوش أهل الحكومة أهله، « والحكومة فى مثل هذه الأحوال لا حول لها ولا قوة، وتأتى بعد انتهاء الحريق مثل عربات المطافئ فى الأرياف، وماذا تفعل حكومة مع بعض الشعب الذى احترف البحث عن النصابين منذ شراء إسماعيل ياسين العتبة حتى الآن؟ وأطمئنكم غدا مستريح جديد وريان جديد وآلاف الضحايا المدرجين على قوائم ترقب النصب.
الشعب حر فى اختيار النصاب الذى يريده، ولكن الحكومة ليست حرة فى السكوت على النصابين الذين يزعمون أنهم قريبون منها ومن كبار المسؤولين وأصحاب النفوذ، ويستخدمون ذلك فى نصب شباكهم للإيقاع بالضحايا، والسنوات الأخيرة كانت «مزاد تصاوير» من هذا النوع مع رئيس الوزراء والوزراء وكبار المسؤولين، حتى الرئيس السيسى لم يسلم من المئات الذين ينشرون صورهم معه منذ أيام الحملة الانتخابية، ويضعونها فى مكاتبهم وأماكن عملهم وعلى الواتس آب والفيس بوك، للإيحاء بالقرب من الحكومة والرئيس، وأظن الأخ مستريح لجأ إلى شىء من هذا القبيل، واستغل المؤتمر الاقتصادى لإقناع أهالينا الصعايدة الطيبين، بأنه ضمن منظومة رجال الأعمال المانحين من جيوب المودعين.
فتش - أيضًا - عن الطمع والطماعين، فأى تجارة تلك التى تعطى أرباحا شهرية %12، حتى لو كانت حبة البركة أو السلاح أو الهيروين، وأى مستريح ذاك الذى يحول الصفيح إلى ذهب، وبنى وطنى يعلمون من أيام الريان أنه «من دقنه وافتله»، ورغم ذلك يصرون على أن يلدغوا من نفس الجحر مرتين وثلاثة وعشرة، ويتكرر الموت المفاجئ بالسكتة القلبية، والهجوم المباغت للضغط والسكر وانفصال الشبكية، والصراخ والعويل فى الفضائيات، والجميع يصبون جام غضبهم على الحكومة التى أهملت حمايتهم.. وبصراحة أنا مش متعاطف مع أمثال ضحايا المستريح، وعمر الحكومة ما هتكون أهل اللى ملوش أهل.