وما لبث الكثيرون فى التخفيف من ملابسهم بسبب ارتفاع حرارة الجو واعتقادهم ببدء فصل الصيف وعدم عودة الطقس البارد حتى عاد الجو لينقلب مجددا وانخفضت درجات الحرارة بشكل غير متوقع وهو ما أدى إلى إصابة الكثيرين بالأمراض. وفى الملف التالى نقدم كل المعلومات المتعلقة بكيفية التعامل مع هذه التقلبات الجوية وحماية أنفسنا وأطفالنا وكبار السن والمرضى من أثرها الضارة على الصحة؟
روشتة للتعامل مع التقلبات الجوية
ويقول الدكتور سمير فتحى الأشقر رئيس قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى جامعة القاهرة إن الأشخاص الذين خففوا ملابسهم، أو من ارتدوا ملابس صيفية، يصبحون عرضة للإصابة بأدوار البرد والنشاط الروماتيزمى للجسم، بعد هذه التقلبات الجوية المفاجئة، حيث يشعر الشخص بتكسير فى جسده نتيجة للتعرض المفاجئ لبرودة الجو.
يتابع أن التغير المفاجئ لدرجات الحرارة يصيب بحساسية وحكة وإنسداد فى الأنف والإصابة بالجيوب الأنفية، وذلك نتيجة لإنسداد الممر الهوائى بالأنف، مشيرا أنه يجب على كبار السن والأطفال توخى الحذر لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالجيوب الأنفية.
ويوصى رئيس قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة بضرورة اتباع بعض النصائح لتجنب الإصابة بمشاكل الجيوب الأنفية، ومنها عدم التعرض بشكل مفاجئ للبرد، وعند ظهور بعض الأعراض كالعطس والاحتقان والصداع أو نزول ماء من الأنف، ففى هذه الحالة يتم تناول أدوية مضادة للحساسية، وفى حالة وجود بلغم ملون فذلك دليل على وجود بكتيريا، فيجب أخذ مضاد حيوى.
السلطة والفاكهة.. لمناعة أقوى
ويوصى الدكتور أحمد كامل مرتجى أستاذ طب المسنين كبار السن ببعض النصائح لتجنب الإصابة بالأمراض، منها ارتداء الملابس الملائمة للجو وضرورة التغذية السليمة لتقوية المناعة كالسلطة والفاكهة والخضراوات، وعند الجلوس فى مكان يجب أن توجد به تهوية جيدة، لتجنب الإصابة بالأنفلونزا لأنها من أخطر الأمراض التى تصيب كبار السن.
ويشير أنه فى حالة الإصابة بالانفلونزا أو البرد، يجب شرب السوائل الدافئة بكثرة، وعند وجود الكحة ورشح يتم تناول أدوية ملطفة، أما فى حالة الإصابة بالأنفلونزا يجب التوجه للطبيب، لتلقى العلاج لتجنب حدوث مضاعفات تؤثر على الصحة.
وفى هذا السياق، يذكر الدكتور محمد سيد مسعود أستاذ التغذية بعض الأكلات التى يجب أن يتم تناولها لرفع المناعة ومقاومة الأمراض، لذا فمن الضرورى الإكثار من تناول الفاكهة التى تحتوى على فيتامين سى كالجوافة والفراولة والبرتقال، لأنها مفيدة لتقوية المناعة ومقاومة الجسم لنزلات البرد.
يستكمل د.محمد سيد مسعود أنه من الضرورى تناول الخضروات الداكنة اللون، كالملوخية، لاحتوائها على مواد مقاومة للسرطان، كما أن المادة المخاطية المتواجدة بها تساعد مرضى السكر على تنشيط البيتا المتواجدة فى البنكرياس، التى عند نشاطها تفرز الأنسولين الذى يساعد على حرق السكر.
ينصح أستاذ التغذية بضرورة تناول جميع الأسماك البحرية أو النيلية بديلا للرنجة والفسيخ، لأنها تحتوى على الأوميجا 3و6و9، والتى تعمل على رفع الجهاز المناعى ومقاومته للعديد من الأمراض وتحسين وظائف المخ.
الأطفال أكثر عرضة للإصابة فى التقلبات الجوية
وبالنسبة لتعرض الأطفال للتغيرات الجوية المفاجئة، يشدد الدكتور رفيق شوقى عطا لله استشارى طب الأطفال أن الأطفال المصابين بحساسية الصدر والجيوب الأنفية، يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الشعب الهوائية والجيوب الأنفية مما قد يؤدى إلى ضيق بالتنفس أثناء النوم والسعال المتكرر.
ويوصى د.رفيق شوقى عطا لله الأمهات بضرورة ارتداء طفلها الملابس الثقيلة والابتعاد عن الملابس الصوفية لأنها تزيد من الحساسية، أما بالنسبة للأطفال الذين يتناولون الأدوية الخاصة بالحساسية وموسعات الشعب الهوائية، فلابد من الانتظام عليها لحين استقرار الحالة، مضيفا أنه لا يجب خروج الأطفال فى الأماكن المفتوحة كالنوادى والحدائق لعدم تعرضهم للهواء البارد الذى يزيد من فرصة الإصابة بنزلات البرد وزيادة الحساسية.
ويشير الدكتور أيسر بسالى استشارى الأنف والأذن والحنجرة، إلى إنه يجب على الأشخاص العاديين عند التعرض للجو البارد ارتداء الكوفية وسدادة الأنف والأذن، وبالأخص المصابين بحساسية الأنف والصدر فمن الضرورى أن يرتدوا سدادة الأنف والأذن قبل الخروج من المنزل، لأن التعرض للهواء البارد قد يصيبهم باكزيما القناة الخارجية للأذن، وعند ارتداء الآيس كاب والكوفية يجب عدم خلعها إلا فى مكان دافئ وهو ما قد يحمى الشخص من حدوث مضاعفات.
ويوصى د. أيسر الأشخاص المصابين بحساسية الأنف أن يتبعوا بعض النصائح قبل الخروج من المنزل، كفتح النوافذ مباشرة قبل النزول وشرب كوب ماء من الحنفية لمعادلة درجة حرارة الجسم، كما يجب أن يغسل الوجه بماء عادى ووضع منديل مرطب بالماء على الأنف، حتى لا يصاب الشخص بالأنفلونزا أو تحدث بعض المضاعفات.
كما ينصح استشارى الأنف والأذن والحنجرة الأشخاص الذين يرتدون الكوفية والآيس كاب بعدم خلعها، لأن ذلك قد يتسبب فى تهيج الأغشية المخاطية بالجيوب الأنفية واحتقان الحنجرة والأنف، خاصة مرضى حساسية الصدر فلا يجب عليهم خلع الجاكيت أو أى شىء تم ارتداؤه فى الجو البارد، لأن ذلك قد يعرضهم للمضاعفات.
يضيف الدكتور مصطفى عبد الحليم استشارى الأنف والأذن والحنجرة، عند الخروج للتنزه أو ذهاب الطفل إلى المدرسة، فمن الضرورى مراعاة الانتقال من الجو البارد إلى الجو الدافئ، ووضع اليد على الأنف لمدة نصف دقيقة قبل الخروج، كما لا يجب العبث فى الأنف لأن ذلك يثير الخلايا الحسية ويزيد من انتشار الميكروبات.
يذكر د. مصطفى عبد الحليم، أنه يجب فى فصل الشتاء للوقاية من برودة الجو، وتجنب الإصابة بالأمراض ارتداء الآيس كاب والكوفية وسدادة الأنف والأذن، حتى لا تحدث أية مضاعفات ولا يجب أن يتم خلعها فى الهواء البارد، لأن ذلك يكون أكثر خطورة ويزيد من مضاعفات أمراض الجيوب الأنفية، مؤكدا على ضرورة عدم ارتداء أطفالها الآيس كاب أو الكوفية، إذا كانوا يقومون بخلعها، لأن ذلك يجعلهم عرضة للإصابة بالأنفلونزا ونزلات البرد وحساسية الأنف.
