عادل السنهورى

عواجيز «الفيس بوك» و«لمياء حمدين»

الأحد، 12 أبريل 2015 10:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما حدث من سخافات وهرتلة من «عواجيز الفيس بوك» ضد الزميلة الإعلامية لمياء حمدين، يعكس حالة الغباء والجهل والانفصام والتناقض الاجتماعى من بعض المرضى فى مجتمعنا، ويعبر عن موقف هولاء المرضى من قضية المرأة العاملة فى المجتمع المصرى، فالزميلة مراسلة فضائية «أون تى فى» لم تقترف جرما أو قامت بفعل مشين حتى تفاجأ بهجوم متدن ورخيص من «مبولة» الفيس بوك والعاطلين بالوراثة الذين اتخذوا منه سكنا ومقرا لتقيؤ أفكارهم المشوهة ونشر شائعاتهم المريضة دون وازع من ضمير ومراعاة لخصوصيات إنسانية وتقدير لعمل تقوم به وهى أم عاملة كل جريمتها فى نظر «أغبياء الفيس» أنها حملت ابنها الصغير فوق كتفها وهى تؤدى عملها الإعلامى بتسجيل برنامجها فى الشارع مع الناس بصوتها وليس صورتها.

السخرية والتندر من مشهد الأم التى تحمل طفلها المريض- البالغ من العمر 8 شهور- مثل عشرات الزميلات اللاتى يحضرن أطفالهن إلى أماكن عملهن أحيانا لظروف خارجة عن إرادتهن، تثير الغضب و«القرف» من أمثال هؤلاء الذين يعيشون بأفكارهم المتخلفة بيننا، هؤلاء هم «الدواعش» فى المجتمع المصرى ولا يفرقون شيئا كثيرا عن دواعش العراق وسوريا الذين يقومون بتعذيب النساء لقيامهن بإرضاع أطفالهن فى الأماكن العامة، هذه هى طريقة تفكير ونظرة «شواذ الفكر» إلى هذه السيدة المحترمة، فبدلا من توجيه التحية لها على عملها وكفاحها ومراعاتها لطفلها وأسرتها مع ظروف وظيفتها كإعلامية، نتندر عليها بتفاهة لا مثيل لها فى مواقع التواصل الاجتماعى التى تحولت إلى «مراحيض» للأفكار الرخيصة والشائعات للأسف.

صورة لمياء وهى تحمل طفلها زادتها احتراما وتقديرا من الأسوياء والعقلاء فى المجتمع، ولا يقلل من شأنها، بل تستحق التكريم على ذلك مثل نائبة البرلمان البريطانى التى أرضعت صغيرها خلال جلسة البرلمان فاستحقت التكريم من الملكة إليزابيث، وهنا نقدر موقف الرئيس السيسى على تحيته للزميلة لمياء ودعمه ومساندته لها ضد سفهاء القوم، فهذا هو نموذج المرأة المصرية التى يحتاجها المجتمع فى مرحلة البناء والتنمية، لكن فى الأخير قضية طفل لمياء يحمل وزارة التضامن الاجتماعى مسؤولية تفعيل قانون الحضانات للعاملات فى القطاع الخاص بضرورة أن تقوم كل شركة أو مؤسسة أو هيئة خاصة بتخصيص أماكن مجهزة ومؤهلة كحضانة لأطفال العاملات فيها مثل الدول المحترمة التى سبقتنا إلى هذه الفكرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة