لو صحت الفتوى المنسوبة إلى الدعوة السلفية بحرمة الاحتفال بيوم شم النسيم أو غيره من الأعياد المحلية الأخرى للدول التى فتحها الإسلام، وكان أغلبها يحتفل بها لمناسبات مختلفة، فإن هذا يعنى تشددا فى الفتاوى التى تحرم تلك المناسبات، والتى لا تتعارض مع صحيح العقيدة ولا يوجد بها أى شبهة أو بها أى كفر، فلا يعقل أن يحرم الإسلام الاحتفال بعيد الأم أو الأب أو عيد الربيع أو شم النسيم أو بعيد الحصاد، وكل هذه الأعياد علم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه والسلف الصالح بها، ولو فيها أى حرمانية لصدر فتاوى معلومة للجميع، ولو كانت حرام شرعا لأنزل الله فى قرآنه الكريم آيات واضحة تحرم مثل هذه الاحتفالات، فلماذا تفعل ذلك الدعوة السلفية أو غيرها من دعوات التطرف والنكد؟ وبالطبع أنا مع تحريم كل الفعاليات التى بها شبهات أثناء هذه الاحتفالات، كما فعل عمر ابن الخطاب عندما رفض إلقاء عروس من لحم ودم فى احتفال المصريين بعروس نهر النيل، ولكن عمر لم يحرم احتفال المصريين بهذه المناسبة.
إذا نحن ضد أى مظاهر وثنية أثناء الاحتفال بأى مناسبة، ولكن لسنا مع أبطال الاحتفال بمناسبة كانت الشعوب الإسلامية تحتفل بها قبل دخول الإسلام فيها، ما دامت هذه الفعاليات لا تخالف شرع الله، وهذا هو شرط الاحتفال، ولكن أن نجد من يحرم الاحتفال بشم النسيم مثلا دون أى سبب، فإن الجميع سيخالف دون النظر لهذه الفتوى التى أصبحت عادة سنوية، حيث تخرج فتوى تحريم الاحتفال بشم النسيم أو عيد الحب أو عيد الأم أو أى أعياد أخرى، وفى المقابل لا نجد لها صدى إلا لمن أفتى بها.
إذا نحن نجد من يتطرف فى إصدار فتاوى التحريم لمنع الاحتفال بمناسبات محلية الصنع مثل شم النسيم مثلا، ونسى هؤلاء المتطرفون أن الرسول «ص» عندما أرسل هاديا لم يقم بتحريم إلا ما حرمه الله، وهو ما يعنى لو أن هناك حرمانية الاحتفال بمثل هذه الاحتفالات لنزل فيها نص صريح أو حديث صحيح، ولكن جماعات التطرف والهبل الدينى هى السبب الرئيسى وراء فتاوى حرمان الشعوب من الفرح والسعادة التى تخالف شرع الله، هذا والله أعلم ورسوله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة