فى 9 مايو المقبل سيتم الكاتب الكبير الأستاذ جمال الغيطانى السبعين، وهو فى كامل لياقته الروحية والذهنية، نموذج فذ للعمل والإتقان، يستطيع صاحب الزينى بركات أن يضع رجلا على رجل ويزهو بسيرته مع الكتابة والسفر والتاريخ والصحافة والسياسة والموسيقى، هو صاحب التجليات الذى يشير إلى شىء عميق داخل الشخصية المصرية، أعرفه طوال عمرى محبا وصادقا ومقاتلا وحارسا على باب الصفاء الكونى.
صاحب الخطط والتجليات صدرت له مؤخرا تحفة أدبية ترسم ملامح الغيطانى الجوانية، «حكايات هائمة» كتاب يشير ولا يفصح، يأخذك إلى العوالم المنسية بداخلك، أنت مع المصرى القديم وهو يسعى إلى الخلود، ومع المتصوفة حين تكون فى حاجة إلى من يأخذ بيدك، أنت مع البساتين التى اختفت وأخذت معها العقل، مع الجميزة التى تعد أقدم تابوت فى الوجود، لأن أوزير تفرق داخلها وامتزج بها وأثمر، أنت أمام أسئلة من قبيل: لماذا يتوجه الكافة إلى السماء عند الدعاء مع أن الله موجود فى كل موضع؟
الكتاب الذى صدر عن الدار المصرية اللبنانية أخذ صاحبه نصيحة تحوتى «لا ترسم الطريق، لا تحدده مسبقا، اسلك أولا وستتضح معالمه، سيوجد..»، فتح خزائن الأشواق مرة واحدة، أطلق فراشات الصين البعيدة، واستعان بفريد العطار ليحكى عن الاسم الأعظم و«ذو النون المصرى»، وبرحلاته وبخبرته كمراسل عسكرى، استعان ببداهته فى كتابة عمل كنت أنتظره أيام نشره فى الأخبار، خلاصة الغيطانى الأستاذ والصديق الذى أعرف منزلته الكبيرة، عند أساتذتى نجيب محفوظ وإبراهيم منصور رحمهما الله وعلاء الديب متعه الله بالصحة، حارس القاهرة أخلص للكتابة فتركت نفسها له، لأنه قريب من الناس ويحبهم، قريب من الكتابة الشابة ويحترم النزق الذى يدفعها إلى الأمام، هو أحد المحركين الثقافيين العظام، فى أخبار الأدب فتح شبابيك على المستقبل، وفى سلسلة الذخائر انتخب ما يلزمنا من الماضى، وفى كتابه الجديد اقترح شكلا رائقا للتذكر.. والحلم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة