أية قوة يمكنها أن تتصدى إلى فتح أربع أو خمس جبهات فى عدة دول عربية فى وقت واحد لتصفية ميليشيات الحروب الأهلية والقرار العربى ليس واحدًا تجاه هذه الميليشيات؟ وكيف نعمل على إعادة الدول العربية المنكوبة من الموت وبعض الدول العربية تعمل وتساعد بالمال والسلاح على إسقاط أنظمة عربية قائمة حتى لو أدى الأمر إلى إسقاط الدولة نفسها وتشريد ملايين المواطنين؟
نحتاج أولًا إلى أغلبية عربية، لا أقول إجماعًا، من الدول الكبرى القادرة على الردع وتمويل مشروع إنقاذ عربى، يقوم أولًا على بتر يد الحروب الأهلية الدائرة حاليًا وتأمين الحدود العربية بإغلاقها أمام الأجانب والمرتزقة، وتجار الحروب، على أن يعقب ذلك تدعيم فرص عقد مباحثات جدية بين الفرقاء المتحاربين للوصول إلى صيغة لإنهاء الصراعات وتسليم السلاح غير الشرعى وحصر الأجانب المقاتلين على الأراضى العربية ومحاكمتهم أو ترحيلهم.
القوة العربية المشتركة وتجربة مواجهة الحوثيين فى اليمن يمكن أن تكون حافزًا لإعادة الاستقرار للدول العربية المنكوبة، إذا توفرت الإرادة والرؤية للدول العربية الكبرى التى تقود وتدير التحالف ضد الحوثيين.
بالطبع ستتدخل إرادات لدول كبرى مثل الولايات المتحدة لتفرض مشروعها التفتيتى التدميرى على المنطقة، وستضغط على حلفائها فى الخليج ليتقاعسوا عن حل الملفات الدامية فى سوريا وليبيا والعراق، لكن المصالح العربية العليا تقتضى التنسيق مع الأقطاب الأخرى فى العالم، وفى مقدمتها روسيا والصين، معلوماتيًا وعسكريًا أيضًا لإنجاز الهدف العربى الأول، وهو إيقاف عمليات التدمير المنظمة للدول العربية، والوصول إلى صيغة سياسية نستعيد بها مفهوم الدولة المتماسكة القادرة على الدفاع عن نفسها، بدلا من مفهوم الطوائف والدويلات المتناحرة الذى يتم تسويقه حاليًا.
موضوعات متعلقة..
- ماذا يحدث للمنطقة العربية؟ «1»
- ماذا يحدث للمنطقة العربية؟ «2»
- ماذا يحدث للمنطقة العربية؟ «3»
- ماذا يحدث للمنطقة العربية «4»
ماذا يحدث للمنطقة العربية «5»
-ماذا يحدث للمنطقة العربية «6»
- ماذا يحدث للمنطقة العربية «7»
- ماذا يحدث للمنطقة العربية «8»
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة