دندراوى الهوارى

إسلام بحيرى.. ليس ابن رشد.. ولا تلميذا من أصغر تلاميذه!!

الأربعاء، 15 أبريل 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الذين يحاولون تشبيه إسلام بحيرى، صاحب فتاوى «القص واللزق.. والاجتزاء من السياق العام»، بالفيلسوف والعالم الشامل الجامع ابن رشد، إنما فيه إهدار وإجحاف لقيمة العلم، وقامة ابن رشد، وتجاوز عابر لكل أدوات المنطق والعقل، أى هراء نعيشه فى هذا الزمان، من ارتباك فكرى وقيمى، واندثار للانتماء الوطنى، وتغليب لحالة السفسطة المدمرة للمجتمع، تفوق الحالة التى دشنها السفسطائيون فى اليونان إبان نهاية القرن السادس وبداية القرن الخامس قبل الميلاد، استغلالا للحالة التى كانت تمر بها بلادهم حينذاك من حروب أنهكتها ضد الفرس، فظهروا هؤلاء واتخذوا من الجدل الحسى فلسفة، وتركوا كل علوم العقل من رياضيات ومنطق جانبا.

ظهور طارق الزمر وعاصم عبدالماجد ووجدى غنيم وعباس شومان وشلة جماعة الإخوان عن بكرة أبيهم، من المؤسسين لتنظيمات التكفير والقتل والذبح، من عينة داعش وأنصار بيت المقدس والقاعدة، يقابلها إسلام بحيرى بالقص واللزق فى غير موضعه، وشريف الشوباشى الذى يطالب بمليونية لخلع الحجاب، إنما يجسد بقوة حالة الارتباك الشديد، واختلاط أنساب المفاهيم، وانتحار العقل والمنطق، والإعلاء من شأن الأمور الحسية من مشاعر الحب والكراهية، واعتبارها جوهر التقييم.

أين إسلام بحيرى من قيمة وقامة العبقرى ابن رشد الذى عاش قرابة 72 عاما قضاها فى البحث والعلم، وهو الفيلسوف، والطبيب، والفقيه، والقاضى، والفلكى، والفيزيائى، والحافظ لموطأ مالك، وديوان المتنبى، والدارس للفقه على المذهب المالكى، والعقيدة على المذهب الأشعرى.ابن رشد له مؤلفات عدديدة فى أربعة أقسام: شروح ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات طبية، كتب فقهية وكلامية، كتب أدبية ولغوية، لكنه اختص بشرح كل التراث الأرسطى، وقد أحصى جمال الدين العلوى عدد مؤلفات ابن رشد بحوالى 108 مؤلف، وعشرات المقالات، وصلنا منها 58 مؤلفاً بنصها العربى.


تعرض ابن رشد فى آخر حياته لمحنة، حيث اتهمه خصومه بالكفر والإلحاد، فترك الأندلس وتوجه إلى مراكش، والسؤال، لكى تستقيم عملية المقارنة، أو التشبيه بين شخصين، لابد من البحث عن أسباب هذا التشبيه، ونسأل، إذا كان ما أمكن حصره عن مؤلفات ابن رشد 108 مؤلف فى كل العلوم الفقهية والفلسفية واللغوية، فما هى مؤلفات إسلام بحيرى، وما هى دراساته العلمية والبحثية، والشهادات العلمية والفقهية واللغوية التى حصل عليها لمقارنته بابن رشد؟!

إسلام بحيرى، كل مؤهلاته أنه قرأ بعضا من الكتب، وعمل سنوات قليلة فى وزاة الأوقاف الكويتية، وعندما طردته الكويت، عاد لمصر، ووجد نفسه بدون عمل، فخرج علينا بنظرياته عبر برنامج بقناة فضائية كل رأس مالها «تجارة الإعلانات»، لا يوجد لإسلام بحيرى مؤلف واحد فى الفقه أو القياس، أو اللغة بتشعباتها المختلفة، أو بحثا أثار جدلا علميا كبيرا، كل مقومات إسلام، قدرته على بيع الوهم للنخبة للأسف وليس البسطاء، من خلال توظيف تجارة القص واللزق فى غير موضعه، والاجتزاء من السياق العام، لذلك لا يصل لقامة أصغر تلميذ من تلاميذ العبقرى ابن رشد.

ولكِ الله يا مصر!!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة