«مصر بتواجه الإرهاب.. طبعا.. وبتقدم كل يوم شهيد.. أكيد.. ودورنا نساند إخواتنا فى الشرطة.. بلا شك».. ولكن المقدمات لا تغنى أبدا عن مواجهة القيادة الأمنية بالحقيقة المرة، أن هناك قصورا شديدا فى مواجهة الإرهاب، سواء بالسلاح أو بالمعلومة الأمنية، لأن المكاشفة هى أصل الحفاظ على الملف الأمنى.
حادث تفجير برجى الكهرباء المسؤولين عن تغذية مدينة الإنتاج الإعلامى يكشف مزيدا من القصور فى إدارة الملف، ركز معى قليلا سنكتشف سويا 5 حقائق أساسية حتى وقع التفجير:
1 -التفجير وقع على بعد 4 كيلو متر من مدينة الإنتاج الإعلامى، وتحديدا فى الظهير الصحراوى، وهى منطقة مكدسة بأبراج الكهرباء، ولكن اللافت أن التفجير وقع ببرجى الكهرباء المغذيين لمدينة الإنتاج، وليس الأبراج المغذية لدريم لاند أو مساكن الفردوس أو حدائق الأهرام، ومن ثم انقطعت الكهرباء عن مدينة الإنتاج فقط دون غيرها، وهو ما يكشف أمرين، أن المنفذين يمتلكون خريطة كاملة بتوزيع أبراج الكهرباء فى أكتوبر وأرقامها والمناطق المسؤولة عن تغذيتها، وهو ما يدفعنا لنتيجة أخرى، مفادها أن هناك اختراقا بمحطات وشركات الكهرباء ترتب عليها حصولهم على كل المعلومات لضربها.
2 - التفجير وقع بواسطة 8 عبوات TNT شديدة الانفجار، وتشير المعلومات الأولية إلى أنها تستخدم فى تفتيت الصخور بالمحاجر، وهو ما يدفعنا لنتيجة أهم، أنه ليس هناك سيطرة أمنية على المحاجر مما سمح بتهريب مواد شديدة الانفجار تستخدم داخليا، ليتم تهريبها خارج المحاجر وتستخدم فى تفجيرات ضد الدولة المصرية.
3 - قبل الانفجار، هناك ما يعرف بالرصد، ومعناه أن المنفذين يتفقدون المكان ويقفون على طبيعة الحالة الأمنية للاستقرار على كيفية زرع القنابل، وعملية مثل هذه تحتاج على الأقل أسبوعا من الرصد والاستطلاع، واللافت طيلة الرصد، لأنه لم ينكشف أمر المنفذين ولم يتعقبهم أى فرد أمن حتى وقوع الانفجار، ومفاد الأمر أننا لم نضع أى تصور أمنى لتغطية منطقة مكتظة بالأبراج الكهربائية، بينها برجان لهما علاقة أساسية بمدينة الإنتاج الإعلامى التى هى بالأساس «أمن قومى».
4 - حتى بعد الانفجار، ظهرت كل القنوات الفضائية بالشاشة السوداء، ونجح الإرهاب فى ضرب مصر نوعيا فى مرفق «أمن قومى»، وهنا ظهرت أزمة أكبر فى غاية الخطورة أصلها، أننا لا نمتلك الخطة بـ«BLAN B» لمواجهة أى ظرف طارئ يواجه مدينة الإنتاج الإعلامى، لا نمتلك خط كهرباء منفصال أو مولدات سريعة لإنتاج الكهرباء تعيد البث للقنوات بشكل مؤقت لحين حل الأزمة.
5 - كل ما طرحته، يتعلق بالمكاشفة لأخطاء أمنية فادحة، ترتب عليها أن الإرهابيين بينهم وبين مدينة الإنتاج 4 كيلومترات فقط، ونتج عنها أيضا حقيقة مفادها، «أن الإرهاب بيذاكر والأمن مش بيذاكر».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة