إن تخطئ فهذه ليست جريمة، لكن أن تصر على الخطأ فإنها أم الجرائم.. وكنت أعتقد أن المدعو شريف الشوباشى قد يتراجع عن تصريحاته «العبيطة» حول دعوته المريضة بتنظيم ما أطلق عليه هذا الكاتب الشارد الذهن والفكر بـ«مليونية خلع الحجاب» فى ميدان التحرير، لكننى فوجئت بفريد عصره وزمانه يواصل هجومه على كل ما يمس عادات الشعب المصرى، والتى يراها البعض أنها من أصل العقيدة، وهؤلاء أحرار فى معتقداتهم ماداموا لا يجبرون أحدًا على السير فى طريقهم، لكن هذا الكاتب المحسوب على التيار الليبرالى يبدو أنه لم يتعلم من تشدد الجماعات الأصولية التى أدت إلى تحولها إلى جماعات إرهابية، لأنها لم ترَ فى الدين إلا تشدده، ولم ترَ تسامح الإسلام والحرية التى أعطاها هذا الدين العظيم لكل من اعتنقه.
والحقيقة أن نوعية شريف الشوباشى و«شلته» التى تسير على نفس النهج المستهتر بكل القيم الدينية، هى فى حقيقة الأمر مجرد «شلة» لهدم الوطن، ويندرج تحتها أسماء من عينة إسلام البحيرى، والشيخ ميزو، وغيرهما ممن يحاولون الآن هدم كل ما هو ثابت، تحت زعم أنه ليس من أصول الدين، ويبدو أن الشوباشى ومن معه يواصلوان تحديهم للمجتمع، بالرغم من أن كل استطلاعات الرأى أكدت رفضها للفكرة «الخائبة» التى أطلقها هذا الشوباشى، إلا أنه أصر على تحدى مشاعر كل فتاة التزمت بحجابها، حيث قال هذا الشوباشى:
«بينى وبينكم نحو 1400 كتاب قرأتها فى حياتى، و15 كتابًا كتبتها بعد سهر الليالى، ومئات الساعات من النقاشات الفكرية مع عمالقة الفكر مثل لويس عوض، ويحيى حقى، وعبدالرحمن الشرقاوى، ونجيب محفوظ، ومحمد أركون، وروجيه جارودى، ومئات المحاضرات التى ألقيتها بالفرنسية والإنجليزية فى مختلف بلاد العالم، وبينى وبينكم مئات الندوات والحلقات التليفزيونية التى حضرتها فى دول العالم المتحضر، وعشرات المؤتمرات الدولية التى قمت فيها بالترجمة باللغات الثلاث فى شبابى.. بينى وبينكم سنوات ضوئية يا سادة».
هذا هو رد شريف الشوباشى، وهو رد به الكثير من الغرور، والاستهزاء بخصومه، لكنه يعكس خللًا ما فى أفكار شريف الشوباشى، لأنه لم يملك حجة قوية للرد على من انتقده وهاجمه بسبب دعوته الشاذة التى رفضها الجميع، واعتبرها البعض أنها نوع من «الفذلكة» الكاذبة التى لا تخدم إلا أعداء الوطن.