لم أندهش حينما سمعت حوار السيدة عزة عبدالمنعم مع الزميل خالد صلاح عبر فضائية «النهار» فى برنامج «آخر النهار»، فقد أيقنت أننا سنعانى كثيرًا مع هذا الوزير، الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة، منذ الأيام الأولى لتوليه مسؤولية الوزارة، ففى البداية لم أفهم الفلسفة القائمة وراء اختياره، فهو لم يحسب فى يوم من الأيام على الجماعة الثقافية، كما أنه ليس من قيادات الصف الأول فى الوزارة، ولم يصنع إنجازًا ملموسًا خلال توليه الإدارة المركزية لدار الوثائق، وكل ما كان يقال عنه وقتها إنه «مجتهد»، ولذلك ظننت لوهلة أن السر وراء اختياره هو إتاحة الفرصة لقيادات الصف الثانى لتولى مسؤولية الوزارات لتجربة هذا الجيل، لكن ما هى إلا أيام قليلة حتى اكتشفت أن «عبدالواحد» هو أبشع مثال لفكرة إتاحة الفرصة للشباب، خاصة فى وزارة من المفترض أنها تقود الوعى، وتفتح باب العقل على مصراعيه.
يومًا بعد يوم، بدأ سوءات الوزير فى الظهور، ففى اجتماعاته مع قيادات الوزارة لم يكن يتحدث مع أحد فى شىء يتعلق بالثقافة، وكان محور أحاديثه عن الأمور الإدارية، ودفاتر الحضور والانصراف، والخطة والموازنة، مطالبًا قيادات الوزارة بـ«تستيف» أوراق الميزانية، والكلمة الوحيدة التى ضُبط فيها متحدثًا عن الثقافة حينما قارن بين الثقافة و«المحشى»، ثم دخل فى صراعات جانبية كثيرة مع قيادات الوزارة جعلت الجميع فى خشية على مستقبلهم
ارتباك الوزير وتخبطه فى جانب، وما حدث أمس الأول فى جانب آخر، فقد قام الوزير بزيارة متحف محمود سعيد بالإسكندرية، وحينما قابلته السيدة عزة عبدالمنعم، أمينة المتحف، لتعرض عليه مشكلة خاصة بها، قال لها «أنا بقى عندى مشكلة بخصوص الموظفين التخان»، ثم دخل الوزير فى موجة استظراف، حيث قال للسيدة «عزة» جملًا تهكمية كثيرة، ومع كل جملة كان الموظفون يضحكون، فقال لها كلامًا من نوعية «يلا بقى لفى فى الجنينة عشان تخسى زى ما اتفقنا»، و«أوعى تكونى جايبة بطاطس محمرة فى المكتب». ولم يشفع عند الوزير أن السيدة عزة عبدالمنعم كانت من أوائل الخريجين على مدى دراستها بالكلية، ولم يشفع لها أيضًا أنها إنسانة صاحبة مشكلة، وأنها حاصلة على درجة الماجستير، ومع ذلك لم تنل حقها القانونى.
وزير الثقافة بهذا الموقف أثبت أنه يفتقد لأبسط مبادئ الثقافة، وهى احترام الإنسان، فإن كان الوزير لا يحترم كون الإنسان إنسانًا، فكيف سيعمل على الارتقاء به، وتنمية وعيه ووجدانه؟!
كما أثبت أيضًا أنه أسوأ مثال على أبناء جامعة الأزهر التى يفتخر بأنه أحد أساتذتها، كما أثبت أنه أبعد ما يكون عن الثقافة الإسلامية التى تأمرنا بعدم الاستهزاء بالناس وعدم السخرية منهم، إذ يقول الله فى كتابه الكريم «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أن يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ».