محمود سعد الدين

أخطاء الصف الثانى بالدولة

الخميس، 16 أبريل 2015 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تخل كلمة أو حوار أو حديث للرئيس عبدالفتاح السيسى إلا وورد بها عبارة «نحن نحارب الإرهاب»، يقولها عن قناعة وأنا أصدقه، يقول إن الإرهاب يعطل مسيرة البلاد للأمام وأنا أكررها بعده، ولكن هل الإرهاب فقط ما يعطلنا؟ الحقيقة المرّة تؤكد أن أخطاء الصفين الثانى والثالث بالدولة تكبد البلاد خسائر كبيرة تفوق فى تقييمها خسائر الإرهاب الحقيقى فى سيناء وكرم القواديس والعريش والفرافرة، راجع معى الأخطاء واكتشف بنفسك.

1 - خطأ إدارة أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى مدينة الإنتاج الإعلامى.. أتفهم أنا وأنت التخبط فى اليوم الأول بسبب تفجير برجى الكهرباء، ولكن تكرار الانقطاع فى اليوم التالى يكشف حجم المأساة فى مكان كمدينة الإنتاج الإعلامى يعرف فى الدولة على أنه «أمن قومى»، ولكن للأسف، لا يوجد له خطة بديلة أو تيار بديل أو خلية أزمة لإدارة حالة طارئة مثل انقطاع التيار الكهربائى وعدم تكراره.. والسبب هنا أن مسؤولا يجلس على كرسى مدينة الإنتاج الإعلامى يصنف ضمن الصف الثانى للدولة لم يحسن التعامل مع الأزمة فظهرت القنوات لليوم الثانى «سوداء»، مما حمل معه اهتزاز صورة الدولة وهيبتها.

2 - خطأ وزير الثقافة فى وصفه لإحدى الموظفات بمتحف الإسكندرية بأنها سيدة «تخينة» وقيامه بالسخرية منها طيلة جولاته بالمتحف، هو خطأ لا يتعلق بواقعة بين وزير وموظفة، ولكنه يكشف مدى فشل الدولة المصرية فى اختيار مسؤوليها ممن يجلسون على كراسى صناعة القرار، إضافة إلى وضع وزير الثقافة فى دائرة صغيرة جدا تبتعد تماما عن الدائرة المفترض أن يكون فيها من التنوير ونشر المعرفة، وهو أمر يحمل معه إهانة للدولة بأكملها، فالوزير هو صورة الدولة فى وزارته.

3 - خطأ خروج قانون تقسيم الدوائر الانتخابية «معيب» رغم كل ملاحظات الأحزاب المصرية وتحذيراتها أيضا من شبهة العوار، ولكن إصرار وزير ما بالحكومة أو لجنة أو مسؤول على أن القانون هو الأفضل ولا يتضمن أى عوار، ولكن أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكما ببطلانه، مما ترتب عليه وقف الانتخابات بعد 3 أسابيع من بدايتها وانشغال الرأى العام بها، وكانت النهاية أن ثقة المواطن فى الدولة اهتزت لأنه شعر ببساطة أن الدولة بكل هيئتها وأجهزتها غير قادرة على صياغة قانون سليم.

4 - مجزرة استاد الدفاع الجوى هى بالأساس خطأ لوزارة الرياضة واتحاد الكرة مع وزارة الداخلية، فهم أصحاب عودة الدورى وحضور الجماهير، ولكن خروج القرار دون دراسة أمنية حكيمة تنظم دخول وخروج الجماهير قبل وأثناء وبعد المباريات، ترتب عليه فى النهاية مشهد الدفاع الجوى وترتب عليه مزيد من الدماء على الأرض لضحايا يقترب عددهم من عدد الضحايا فى مجزرة كرم القواديس التى نفذتها ضدنا جماعة أنصار بيت المقدس.

5 - خطأ إدخال الأمن فى اللعبة السياسة، فالأصل أن الأمن بعيد عن السياسة، تعلن الدولة ذلك فى العلن ولكن فى الخفاء ينكشف المستور، الدكتور سيد البدوى رئيس حزب الوفد فى بيانه الأخير كشف أن جبهة حب مصر جبهة أمنية بامتياز، وأن الدولة متمثلة فى الدكتور كمال الجنزوى تتدخل فى الانتخابات، وأن هناك جهات تتحرى عن المرشحين، وهو أمر فى مجمله يحمل رسائل كثيرة بعنوان واحد: «أن الديمقراطية فى مصر حبر على ورق».

6 - القاسم المشترك بين الأخطاء أن أبطالها قيادات الصف الثانى، وتقع بخسائر على صورة وهيبة الدولة ويدفع فاتورتها رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية باعتبارهما المسؤولين التنفيذيين الرفيعين فى البلاد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة