كرم جبر

«صرخة أم شهيد بتنادى»!

السبت، 18 أبريل 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وماذا بعد القنابل والمتفجرات وقتل الجنود والضباط وطلبة الكلية الحربية، واحتلال الشوراع والميادين، والهجوم على أقسام الشرطة، وتفجير أبراج الكهرباء وأعمال العنف والشغب؟ هل ستعتلى الجماعة الإرهابية الحكم ويحل المعزول مرسى بالقصر، ويعود بديع والشاطر لمكتب إرشاد المقطم، ويتصدر صفوت حجازى والبلتاجى والعريان وأبوبركة برامج الفضائيات من جديد؟ لم يستوعبوا دروس الماضى والحاضر، إنهم يخسرون دائمًا فى الصدام مع الدولة والمجتمع، ويدفعون ثمنًا فادحًا لمحاولات احتلال السلطة بالقوة والعنف، حدث ذلك قبل ثورة 52 وبعدها، ودخلوا عداءً سافرًا مع الملك ثم عبدالناصر والسادات ومبارك، رغم أن حكام مصر فى مختلف العصور بدأوا بمد جسور التعاون والمشاركة، فتحالفوا مع فاروق ثم انقلبوا عليه، وشاركوا عبدالناصر فى بدايات حكمه ثم حاولوا اغتياله، وفتح لهم السادات السجون والمعتقلات، فكان جزاؤه القتل فى المنصة، وترك لهم مبارك أبواب البرلمان ليدخلوه بأعدادٍ كبيرة، فانتقموا منه شر انتقام.

ولم يفهموا أن شرعية مصر تعلو شرعية المعزول، وأن إرادة المصريين فوق رغبتهم فى السلطة والاستحواذ والإقصاء، وتفكيك مفاصل الدولة والتفريط فى ترابها الوطنى، وأن الوطن وتاريخه وحضارته وثقافته تمنع اختزاله فى جماعة توظف الدين لتحقيق أطماع سياسية بعيدة تمامًا عن الإسلام، ولم يستوعبوا الإنذار بأنه لا هوادة مع من يرفع السلاح فى وجه مصر، وقرروا الاستمرار فى التحدى وتحريك عناصرهم الإرهابية لتضرب هنا وهناك، فى أعمال عنف عنوانها الخسة والغدر، وتفتقد شرف المواجهة، وقوامها شنط المتفجرات البلاستيكية، التى تصيب بسطاء لا ذنب لهم.

لم يفهموا هتاف الأهالى وهم يودعون الشهداء «صرخة أم شهيد بتنادى، عايزه حقى وحق ولادى»، وأن الإرهاب لا يمكن أن ينتصر على دولة، وأن جماعة مكروهة لا يمكن أن تهزم شعبًا، وكلما زاد عنفهم وتخريبهم، زادت موجات الرفض الشعبى، والوطن هو الفائز وهم الخاسرون، ولن ينفعهم طابورالأُجراء المجاهدين فى فنادق تركيا وقطر، الذين يزجون بشبابهم إلى التهلكة والموت الرخيص.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة