إدخال الشماريخ والألعاب النارية
ضعف دور طالبات الإخوان فى المظاهرات التى تشهدها الجامعات فى الفترة الأخيرة، حيث اقتصر على إدخالهن للمواد التى تستخدم فى التظاهرات من شماريخ وألعاب نارية، وذلك حسب تأكيد المحاضر التى حررتها شركة فالكون والأمن الإدارى بالجامعات لعدد من الطالبات، بعد ثبوت ارتكابهن أخطاء تمرير هذه المواد للحرم الجامعى.
ولعبت الطالبات دورا بارزا فى حركة جماعة الإخوان داخل الجامعات، وذلك منذ ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس محمد مرسى، حيث تمرسن على مداواة الجرحى فى الاشتباكات التى دارت بين طلاب الجماعة وقوات الأمن على مدى عام كامل، وكذلك عملن كقوة استخدمها الطلاب وأعضاء الجامعة فى الاشتباك والاعتداء على الطالبات المخالفين فى الرأى واللاتى يرفضن هتافات طلاب الإخوان خلال المظاهرات، مما يؤدى للاعتداء عليهن من قبل "الأخوات".
تعويض النقص فى الطلاب المقبوض عليهم
وأكدت مصادر طلابية، من داخل تنظيم الإخوان بالجامعات، أنهن كطالبات أكثر تلبية لنداء التظاهر، بسبب كثرة عددهن مقارنة بالطلاب، وكذلك تعويض النقص فى أعداد الطلاب الذين تم القبض عليهم، بعد اتهامهم فى الاشتباكات مع قوات الأمن وأعمال التخريب التى شهدتها الجامعات.
وأضافت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك طالبات مسئولات عن تنظيم باقى الفريق فى المظاهرة على غرار الكابوهات من الطلبة، وأنهن المسئولات عن ربط باقى الطالبات بالطلاب، وموقعهن فى المنتصف آخر صفوف الطلاب المتظاهرين وأول صفوف الطالبات، وذلك لترديد الهتافات المتفق عليها خلال المظاهرة أو إشعال الشماريخ وسط المظاهرة مباشرة، مؤكدة أن ملابس الطالبات تساعدهن على إخفاء الهوية الحقيقية لهن.
إخفاء هويتهن عن عدسات الكاميرات
وتابعت المصادر، أن لملابس طالبات الجماعة "الأخوات"، الفضل فى إخفاء هويتهن عن عدسات الكاميرات سواء أكانت كاميرات المصورين أو تلك المزروعة على مبانى كل كليات الجامعة تقريبا، حيث فسرت المصادر الطلابية قلت عدد الطالبات اللاتى يفصلن من الجامعات أو تتم إحالتهن للتحقيق بسبب هذه الملابس التى تخفى ملامحهن وهويتهن.
يشارك طالبات الإخوان فى اختيار عناوين الفعاليات التى يقوم بها طلاب الإخوان بالجامعات حتى الآن، حيث إنهم يطلقون على فعالية التظاهر عنوانا ما يرمز لموضوع معين مثل وصفهم للسياسة الأمريكية بالشيطان، وتنظيم فعالية بهذا الاسم، وكذلك الفعالية التى نظموها بعنوان "اليوم إدلب وغدا القاهرة" فى إشارة لمدينة إدلب السورية وغيرها من الفعاليات.
وأكدت إحدى الطالبات، التى رفضت ذكر اسمها، أنها على قدر اقتناعها بما يفعله طلاب الإخوان وموافقتها على أهدافهم إلا أنها تركتهم ورفضت المشاركة فى التظاهرات التى يقومون بها داخل جامعة القاهرة؛ لرفضها الألفاظ والتلميحات غير المهذبة التى يستخدمونها، على حد سواء، فى هتافاتهم.
استطلاع تجمعات الأمن الإدارى
وأضافت الطالبة، أن طالبات الإخوان تجمعهن صفات واحدة أولها مبدأ السمع والطاعة، وهو ما لم تستطع تحمله فى المظاهرات والوقفات التى شاركت بها، مؤكدة أن هناك عددا من الطالبات يقمن بمهمة محددة وهى الاستطلاع أى يكون دورهم فى يوم المظاهرة الحضور مبكرا قبل الفعالية بفترة كافية لرصد تجمعات الأمن الإدارى والشرطة على الأبواب ومعرفة ما إذا كان هناك استعداد قوى للمظاهرة من عدمه، حيث تقوم الطالبات بهذا لعدم الشك فيهن من قبل رجال الأمن.
وتعمل طالبات الإخوان بشكل منفرد فى بعض الأحيان، وذلك من خلال تنظيم بعض الوقفات والمسيرات لوحدهن دون وجود الطلاب، إلا المكلفين بتأمين المسيرة أو الوقفة وعدم السماح لأحد بالاختلاط مع الطالبات أو الدخول معهن فى مشادات، حيث تمكن أفراد الأمن الإدارى بجامعة حلوان فى أكثر من مرة من ضبط عدد من طالبات الإخوان، أثناء توزيعهن منشورات تحريضية على زملائهم لحثهم على التظاهر داخل الحرم الجامعى.
وينظم الطالبات معارض الصور ويشاركن بالمظاهرات، وتعد طالبات جامعة الأزهر الأكثر نشاطا من غيرهم، وذلك بعد القبض على معظم القيادات الطلابية بتهم مختلفة أبرزها المشاركة فى المظاهرات غير السلمية والاعتداء على المنشآت العامة، ففرقت قوات الشرطة، تظاهرات كثيرة لطالبات الإخوان بجامعة الأزهر فرع بنات القاهرة، بعد إطلاقهن الألعاب النارية والشماريخ بها.
"فيس بوك" يعد أكثر الوسائل الفاعلة للتواصل مع طالبات الإخوان بالجامعة، وذلك على حد قول إحدى الطالبات التى قالت إن الفيس بوك هو أكثر الوسائل صلاحية فى التواصل مع طلاب الجماعة الباقين، حيث لا يترتب على ذلك الحديث فى الموبايل أو المقابلات الميدانية بالجامعة، "نحن نتحاور حتى مع الطلاب الآخرين غير المنتمين للجماعة من خلال هذا الموقع الضخم، وندخل فى مناقشات حادة معهم حول الخلافات على ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين".
جابر نصار يحذر: التزمن القانون
وبالرغم من أن طالبات الإخوان يمثلن الدرع الأقوى لجماعة الإخوان فى الجامعات، من خلال مشاركتهن الفاعلة فى تمرير الشماريخ والألعاب النارية لداخل الحرم الجامعى، وكونهن درع حام للطلاب خلال المظاهرة وحشد عدد لهم، فإن إدارات الجامعات تترفع عن التصدى للطالبات وتكتفى بمواجهة الطلاب بقرارات الفصل وغيرها وأقصى عقوبة تتخذ فى حق الطالبات هى الإنذار والفصل المؤقت رغم الأدلة الموجودة.
من جانبه، علق الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، على نشاط طالبات الإخوان بالجامعة، قائلا: "أنا أحذر الطالبات المشاركات فى المظاهرات التى يطلقها أنصار الإخوان وتابعيهن وذلك لكونهن الذراع الأقوى للجماعة، وأنهن من يحتمى بهن الطلاب فى التظاهر".
وأكد نصار، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن الجامعة ستطبق القانون على المخالفين سواء كانوا طلبة أو طالبات وأنها قادرة على ردع هذه القلة القليلة من جماعة الإخوان مثلما استطاعت من قبل إثبات قوتها وحسن انتظام العملية التعليمية، رغم ما فعله طلاب الإخوان وجماعتهم من فظائع فى حق جامعة القاهرة.
وأشار نصار، فى تصريح سابق له، إلى أن بعض الطالبات المنتميات لجامعة الإخوان الإرهابية يتعمدن تهريب الشماريخ والألعاب النارية أسفل ملابسهن الداخلية مستغلين عدم كشف الشماريخ والألعاب النارية بواسطة جهاز الكشف عن المعادن الموجود أمام بوابات الجامعة، قائلا: "إذا لم تلتزمن القوانين فتحملن عواقب أعمالكن".
وأضاف نصار، أن من يحملون الشماريخ داخل الجامعة فئة باغية وطاغية ولن يؤثروا على استقرار الجامعة، ولابد من تجريم الطلاب الذين يحملونها، مشيرا إلى أن عدد الطلاب الذين ينظمون مظاهرات فى الجامعات لا يتعدون الـ50 طالبا وتحميهم الفتيات، حيث يحاولون استغلال الشماريخ والألعاب النارية لإظهار أن الجامعة غير مستقرة بعد فشلهم فى حشد الطلاب، مؤكدا أن من يحملون الشماريخ داخل الجامعة لا يستحقون دعم الدولة فى التعليم المجانى.
وكانت جامعة القاهرة، أحالت 20 طالبا ممن ينظمون المظاهرات الإخوانية داخل الحرم الجامعى للنيابة العامة؛ بسبب تنظيمهم المظاهرات داخل الجامعة بدون إذن وتسلقهم مبانى الجامعة والكليات واكتشاف قنابل هيكلية بمسار المظاهرات التى ينظمونها داخل الحرم.
وأضافت الجامعة، أنها لن تسمح لأحد بتعكير صفو العملية التعليمية، أن الأمن الإدارى سيستخدم كل الآليات لحماية الجامعة وطلابها ومنشآتها، حيث لفت الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة إلى أن معظم الطلاب الذين يشاركون فى المظاهرات مفصولين ويحتمون فى الطالبات، محذرا الطالبات من التمادى فى التظاهرات لأن الجامعة ستواجههن بكل الطرق التى تصل إلى الإحالة إلى النيابة العامة أو الفصل من الجامعة أو الحرمان نهائيا من التعليم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة