كرم جبر

السيد البدوى والفرصة الأخيرة

الأحد، 19 أبريل 2015 07:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستخدم السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، كل كروت الضغط الممكنة والمستحيلة، حتى يضمن لحزبه تمثيلا مشرفا فى البرلمان القادم فى ظل ظروف وتكتلات بالغة الصعوبة والتعقيد، وعلى طريقة «اللى ييجى منه أحسن منه» قبل على مضض عددا محدودا جدا فى قائمة فى حب مصر، رغم اقتناعه بأنها فرقت الأحزاب وشقت التيارات والقوى السياسية، بسبب هرولة المشتاقين والقابضين على المقاعد دون تعب أو مجهود أو إنفاق، والترويج للقائمة على أنها مثل الجنيه الذهب، ومضمونة بخاتم شعار الدولة، والبدوى يخشى أن يكون حظ الوفد فى الانتخابات القادمة مثل السابقة، بعد أن جرب حزبه سلاح المقاطعة فدفع ثمنا فادحا، تمثل فى نسيان الناخبين لبرامجه ومرشحيه، وحصوله على عدد محدود من المقاعد لا يتجاوز أحيانا أصابع اليد الواحدة، ونفس الأمر تعانى منه أحزاب تاريخية مثل الناصرى والتجمع، التى ارتضت بتمثيل هزيل لا يتناسب مع تاريخها ولا ضجيجها الإعلامى.

أتوقع أن تعانى أحزابنا التاريخية «الوفد والناصرى والتجمع» من نفس المصير فى البرلمان الجديد، وأن يكون المستقلون هم الحصان الأسود، وأن يحتل السلفيون مقاعد الـ77 التى كانت تحصل عليها الجماعة المحظورة، بما يعمق جراح الأحزاب التاريخية، التى اعتادت تعليق إخفاقها على شماعات تقليدية مثل هيمنة الحزب الواحد، وتدخل الأمن والضغوط السياسية، ولم تسأل نفسها لماذا كان الإخوان ينجحون رغم أنهم يعانون نفس المشاكل والأزمات والضغوط بل وأكثر؟

الإجابة هى: ما حك جلدك غير ظفرك، فلن تعود الحياة إلى الوفد ورفيقيه التجمع والناصرى بتسول بعض المقاعد من «فى حب مصر»، أو بصفقات «اعطنى قطعة من الكعكة»، وإنما بسباق الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه- إذا كان فى الوقت بقية- والبحث السريع عن مرشحين لهم فرص فى النجاح، وتتوافر فيهم شروط النزاهة والكفاءة والجماهيرية، وأعتقد أن حزب الوفد الأكثر قدرة على تحقيق ذلك، بما له من جذور تاريخية يمكن إعادة استحضارها، وتنشيط ذاكرة الناس الانتخابية، وإعداد برنامج واقعى يقتحم المشاكل الحقيقية، وأن يبتعد عن الشعارات والجمل الإنشائية والإفيهات البراقة، فالوفد- وهذه فرصته الأخيرة- أفضل مليون مرة من عودة الإخوان متسللين، أو السلفيين الذين لا يتورعون فى عقد صفقات مع الشيطان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة