ماذا تريد من وزير ثقافة يعتبر ما حدث فى 25 يناير و30 يونيو شيئا لن يذكره التاريخ إلا فى نصف سطر؟ انشغل الناس بكلامه الذى لا يليق فى حق سيدة بدينة، ولم يسأل أحد: هل سبق للوزير الجديد أن زار متحف محمود سعيد الذى حدثت فيه «الجليطة» قبل الوزارة؟ أو من الذى شار على رئيس الوزراء بشخص لا أحد يعرف له «كتالوج»؟ المشكلة ليست فى شخصه بالطبع، فهو يعتقد مثل كل الذين يختارهم محلب أنه فى مهمة وطنية فى منعطف تاريخى، وأن أى معارض له هو إخوانى أو داعشى أو عميل ولا يقدر الظرف الذى يمر به البلد.
النبوى يعتقد أن دمه خفيف وهذا حقه، صلاح عبدالمقصود وزير إعلام مرسى ينتمى إلى نفس التفكير بجملته الخالدة لصحفية «إبقى تعالى وأنا أفهمك»، كلاهما ينتمى إلى الجانب غير المضىء لمدرسة ساعة لقلبك، النبوى قال لأمينة المتحف الذى دخله لأول مرة فى حياته «اطلعى وانزلى السلم كل يوم عشرين مرة عشان تخسى، ياللا لفى الجنينة عشان تخسى زى ما اتفقنا»، الرجل الذى جاء كما قيل إرضاء للمتشددين فى بلد يحارب التشدد، تعامل مع حرق كتب الشيخ على عبدالرازق والباقورى ببرود أعصاب، واستاء لأن موظفيه حاولوا إنقاذه بإدانة المحرقة، هو لا يفرق كثيرا عن وزير التربية والتعليم الذى أدان الحرق بعد الحرق، نحن فى «ملقف» وضعنا فيه رئيس وزراء عاطفى ودموعه قريبة.
وزارة الثقافة ليست مسؤولة عن المثقفين، هى أقل شأنا من الثقافة المصرية التى تزدهر بعيدا عنها، كنا نعتقد أن يناير ستسمح للأنقياء بمساحة يرممون فيها ما أفسده نظام مبارك الذى كان يشترى الذمم، كنا نعتقد أن المواطنين ستصلهم الثقافة كسلعة مدعومة نحارب بها التطرف فى الأقاليم والعشوائيات، من خلال المسرح والسينما والرسم والغناء، محلب لايملك تصورا لاستثمار طاقة الإبداع العظيمة التى تشهدها مصر فى التنمية ومواجة القبح وضيق الأفق وعديمى الموهبة.. مصر تستحق أفضل من هؤلاء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة