كان الأستاذ نجيب محفوظ رحمة الله عليه يقول: «أنا لست بطلا بالتأكيد، أنا شخص ما يحب الأدب، شخص ما يؤمن بعمله ويخلص له ويحبه أكثر من حبه للمال أو الشهرة، لو أتى المال وأتت الشهرة فمرحبا بهما، لكنهما لم يكونا غايتى أبدا، فأنا أحب الكتابة أكثر من أى شىء آخر».
أتذكر كلماته هذه وأنا أتابع كتاب الروايات وهم يتصارعون على الجوائز والسفر والترجمة، وأتذكر كلام هيمنجواى «أعلم أن الحياة مأساة وأن ليس لها إلا نهاية واحدة، ولكن حين تحس أنك قادر على إيجاد شىء ما، وعلى ابتكار شىء يسعدك أن تقرأه، وعلى أن تقوم بذلك يوميا، فإن هذا كله يمنحك من المتعة ما يعجز عنه سواه،وذلك هو ما كان منى، وكل ما عدا ذلك فشىء عابر لا يهم أبدا»، المواهب العظيمة لا تنظر إلى الغنائم الصغيرة، لأن تحققها فى الكتابة، ولا تطلب أكثر من الفرح بالمنجز، وصاحب العجوز والبحر يعرف أن «الصخور تسد الطريق أمام الضعفاء بينما يرتكز عليها الأقوياء»، الكتابة متعة كما يقول الشاعر الصينى القديم لو جى، «لذلك يمتهنها القديسون والمفكرون».
الكاتب يبتكر حياة جديدة فى الفراغ، ينقر على الصمت لكى يصنع صوتا، يثبت الزمان والمكان على صفحة من حرير، ويسكب نهرا من قلب صغير الحجم. وحيث تلد الكلمات كلمات، وتثير الأفكار أفكارا أعمق، تنشر عبقا مثل زهور تصوغ عطرا، وتنشر مثل أوراق خضراء فى الربيع..ريح مديدة تهب، وتدور فى زوبعة من أفكار، وتنهض الغيوم من الغابة الكثيفة للكتاب، ثقافة أنا الأفضل هى التى أوحت للآخرين أن مصر فى معارك داخلية لا تنتهى، لا يوجد إحساس بالعمل الجماعى، ما المانع أن يكون فى مصر خمسين روائيا أو شاعرا كبيرا؟، لا أحد يقرأ خصمه، هو يضعه فى خانة الخصم، ويحاول أن يبعد الذين يعرفهم عنه، ليظل هو «فى الصورة».. التى ستتغير حتما.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة