منذ قدوم الرئيس عبدالفتاح السيسى، لسدة الحكم فى مصر، خلت تماما كل خطابات حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبنانى من الهجوم على مصر والرئيس السيسى، عكس كل خطاباته السابقة والتى كان يهاجم فيها النظام المصرى سواء فى عهد مبارك أو المعزول محمد مرسى، بل وكان أشد الفرحين والمناصرين لثورة 25 يناير، التى أزاحت نظام مبارك من سدة الحكم.
وفى الخطاب الأخير لزعيم حزب الله، وجه رجاء للرئيس عبدالفتاح السيسى، والأزهر الشريف، بضرورة التدخل لوقف الحرب على اليمن التى تحمل اسم عاصفة الحزم، وشن هجوما ضاريا ضد المملكة العربية السعودية وعددا من الدول، وهو أمر كان لافتا.
المعلومات المؤكدة أن حسن نصر الله يبدى اهتمامًا بالغا بكل ما يتعلق بالأحداث فى مصر، ويظهر قدرا كبيرا من التأييد والمساندة للرئيس السيسى، وأيضا المؤسسة العسكرية المصرية، إدراكا منه أن حساباته بعد إزاحة نظام مبارك، وتسلل الثورة إلى سوريا كانت خاطئة، حيث دشنت الثورات الربيع العربى- كما يرى- نتائج سيئة على الأوضاع فى المنطقة ودفعت بالجماعات والتنظيمات المتطرفة والتكفيرية إلى سدة الحكم، وأصبحت مصر منغمسة فى شأنها الداخلى، مما أثر سلبيا على أوضاع الأمة العربية.
حسن نصر الله، تبنى نظرية «عدو عدوى.. صديقى»، وبما أن حزب الله تربطه علاقة سيئة وعداوة، بدويلة قطر، وتركيا وجماعة الإخوان، وأن الدولتين بجانب الجماعات المتطرفة، تحمل عداوة كبير لمصر، فإن حزب الله، يدعم مصر سياسيا، بهدف الصمود وتقوية موقفها ضد هذا المثلث الخطير.
الدليل أنه خلال الاعتداء الإسرائيلى الأخير على غزة، حسن نصر الله، هاجم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، واتهمه باستغلال حرب إسرائيل على غزة لشن هجوم شخصى ضد «السيسى»، وقال حسن نصر الله نصا فى أحد حواراته أيضا لصحيفة لبنانية نشرته مؤخرا: «كان الموقف المصرى صعبا، إبان حرب إسرائيل على غزة، حيث شنّ الرئيس التركى رجب طيب أردوغان هجوما شخصيا على الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.. وأن قطر أطلقت قناتها «الجزيرة»، ضد مصر «ويرى نصر الله، أن أى حل أو تسوية للقضية الفلسطينية غير ممكنة بمعزل عن مصر».
إذن ومن منطلق مقولة عدو عدوى صديقى، يدشن حسن نصر الله سياسته مع مصر، ويتخذ من الرئيس السيسى صديقا لأنه عدو قطر وتركيا وجماعة الإخوان، وداعش والقاعدة، وكل المنظمات الإرهابية، ومن ثم فإنه يتودد إليه، ويتعامل معه باحترام وتقدير، وفى ظل أيضا موقف مصر القوى حيال سوريا والقائم على تأييد الحل السلمى، والحفاظ على وحدة التراب السورى ، وهو نفس موقف حسن نصر الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة