بطريرك الروم الأرثوذكس يستعرض أعمال الترميم فى كنيسة "مار جرجس".. ويؤكد: الدير رمز للصداقة بين مصر واليونان ويأتى إليه آلاف المسيحيين والمسلمين لتحقيق أمنياتهم

فى مشهد يبدو مألوفا فى مصر، رفع مؤذن مسجد عمر بن العاص أذان الظهر، بينما دقت أجراس كنيسة مار جرجس الجديدة لأول مرة لتعلن عن الانتهاء من ترميم المرحلة النهائية من الدير، ولتؤكد على رسالة بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس "ثيودوروس الثانى" المتعلقة بضرورة وجود المودة والحب والتآخى بين جميع الأطياف والديانات.

الدير أسس فى القرون الأولى للمسيحية

داخل دير أسس فى القرون الأولى للمسيحية، وفوق جزء من قلعة بابليون الرومانية البيزنطية القديمة، أعلن بطريرك الروم الأرثوذكس الانتهاء من أعمال ترميم دير "مار جرجس" التاريخى بمصر القديمة، وهى من المبانى الأثرية الفريدة من نوعها فى الشرق الأوسط، وجزء مقدس من أرض مصر، لأنه أحد الأماكن، التى زارتها العائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر، كما أنه المكان الذى سجن فيه القديس "مار جرجس"، والذى يعرف بين المصريين بأنه مكان لتحقيق الأمنيات.

الدير منبع للحب

ويقول البابا ثيودورس الثانى: إن دير مار جرجس لطالما كان منبعا للحب والتاريخ ومكانا أثريا لشفاء النفوس ورمزا للعلاقة التاريخية، التى تجمع مصر باليونان، موضحًا أنه يعتبر مصر بلده الثانى.

وأوضح أن الدير لا يمثل فقط أثرًا تاريخيًا هامًا بالنسبة للمجتمع اليونانى والقبطى فى مصر، وإنما يعد من أهم المعالم الدينية المسيحية فى إفريقيا إذ يأتى إليه الآلاف من المسيحيين والزائرين للصلاة وطلب الأمنيات، خاصة فى ذكرى مولده يوم 23 أبريل من كل عام.

وشرح بطريرك الروم، البابا ثيودورس الثانى لمجموعة من الصحفيين تاريخ هذا الدير المميز، والذى يضم أيقونات قبطية لقديسين تعود للقرن الـ11 إلى الـ15 وسبع كنائس صغيرة تمثل أيام الأسبوع وبه برجان رومانيان كان يمر خلالهما نهر النيل، موضحا أن أقدم مقياس لنهر النيل يوجد داخل الكنيسة.

كما يحتوى على آثار تعود لعصور وأزمنة مختلفة، فضلا عن أنه يضم أيقونة للسيدة العذراء سميت بعذراء القاهرة بعد أن كانت تسمى عذراء أثينا، وهى أيقونة نادرة.

الدير به توابيت مصنوعة من الحجر المصرى

الدير أيضا يحتوى على توابيت لبعض القديسين مصنوعة من الجرانيت المصرى.
وقال البابا: إن هذه الكنيسة توحد اليونانيين والعرب إذ يوجد بها منبران، أحدهما يتلى عليه الإنجيل باللغة اليونانية والآخر بالعربية، فضلا عن أنه يستقبل آلاف المسلمين والمسيحيين.

وأعرب البابا عن سعادته البالغة للانتهاء من ترميم الدير والمتحف – والذى موله رجل اعمال يونانى اسمه "مارتينوس" – لافتا إلى أنه يقدمه هدية للشعب المصرى، متمنيا أن يأتى الكثير منهم لزيارته.
وسيفتتح المتحف الجديد بالدير يوم الخميس المقبل بحضور الرئيس اليونانى والبطريرك ورئيس الوزراء المصرى، إبراهيم محلب، على أنغام موسيقى عمر خيرت وموسيقى يونانى شهير.