أكرم القصاص

عالم الدواعش.. وعالم الحيوان

الثلاثاء، 21 أبريل 2015 07:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يصفون الإرهابيين أو الدواعش بأنهم حيوانات، يظلمون الحيوانات، ويفترون على سكان الغابات، فلم نر مفترسا يقتل للمتعة، أو يعذب فريسته قبل أن يأكلها، أو يستعرض بالذبح أمام الكاميرات. أو يكفر زميله فى الغابة، أو يخرج فرائسه من الملة. ناهيك عن أن صراع الحيوانات يكون من أجل فرص الحياة والغذاء، وليس للاستعراض والتهديد المجانى.

حتى فى عز الافتراس، فإن هذه الحيوانات تحرص على قتل فرائسها بسرعة، وأحيانا نرى منها من يرأف بحال الحيوان الرضيع، نمرة ترعى قردا، وحمارا يرعى شبلا، بينما الدواعش يقتلون الأطفال، ويتفاخرون بالقتل والذبح المجانى، هذا التوحش الداعشى يخجل منه المفترس، ويتبرأ منه سكان الغابات والبرارى، وربما يشعرون بالخجل لو شاهدوا أفلاما يتفاخر الدواعش بتصويرها وعرضها، وهم يذبحون لإرضاء شهوة أو استماعا لتعليمات مشايخ لم ترتق عقول بعضهم لعقل حمار أو خسة ضبع. فالحيوانات تقتل وجها لوجه، بينما الدواعش وأتباعهم يفعلون بخسة وغدر وبلا هدف غير الدم.

داعش وأمثالها لا علاقة لهم بالغاب وقوانينه، ولا بالحيوانات وعالمها، هم نتاج لتفاعلات شاذة أقرب لعمليات إنتاج دراكيولا وفرانكشتاين، وحتى هذه الكائنات الخيالية لم تصل به الدموية والإجرام لما وصل إليه دواعش العراق وسوريا وليبيا وبوكوحرام نيجيريا، وتابعوهم فى افغانستان وباكستان وسيناء.

ولا يفترض أن نطلق على الدواعش صفات حيوانية، بينما الحيوانات لو قيد لها أن تتحدث، لأصدرت بيانات تتبرأ فيها من أفعال داعش وكل الدواعش. وربما يكون داعش بحاجة للتعلم من الحيوانات، رأفتها ورحمتها، لأنها تفترس مضطرة، وتقتل دفاعا عن النفس، ولا تفعل ذلك لمتعة خاصة، أو استعراض شخصى.

كلنا أو بعضنا يتابع قناة ناشيونال جيوجرافيك أو قنوات توثق لعالم الحيوان، فى الغابات والبرارى، مفترسة أو نباتية. نتابع كيف تمارس الأسود والنمور صيد فرائسها، أو تنهى خلافاتها معا، فيما يسمى قانون الغاب، وهو ليس قانونا اعتباطيا، ولا عشوائيا، ويقع فى الخطأ من يشبه الإرهابيين أو المجرمين من بنى البشر بالحيوانات. بينما هذه الحيوانات بريئة. لم نر أسدا يقتل غزلا أو فريسة من دون أن يكون جائعا، وإنما الحيوانات المفترسة تقتل لأنها جائعة وتفترس لكى تعيش، وكل نوع أو فصيلة تتبع طريقة لحماية نفسها من القتل أو الافتراس إما بكثرة العدد أو السرعة. لم نر أسدا يعذب غزالا من أجل المتعة، ولا حمارا يرفس زميله ليلتقط لنفسه صورة «سيلفى».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة