كبرنا وترعرعنا على أن العدو الأوحد هو إسرائيل بكل مشتقاتها من صهيونية ويهودية وأعداء السامية وتطبيعيها، وما إلى ذلك من مصطلحات يرددها ولا يفهمها المواطن العادى البسيط، وبالتالى تجد بيننا من يتصور أن اليهودى هو الإسرائيلى وينزل عليه بلعناته، غير مدرك أن اليهودية ديانة سماوية على كل مسلم أن يحترمها ويتعامل معها باحترام مثلما الحال فى الديانة المسيحية، كما أوصانا كتابنا الحكيم. بعيدا عن تلك المشكلة التى تحتاج إلى مجلدات لمناقشتها دعونا نسأل سؤالا فى غاية الأهمية يكمن فى: هل فقط إسرائيل هى العدو لنا؟! لن أقول إجابتى، ولكن سوف أسرد حقائق تاريخية قد نستطيع بعدها الرد على السؤال.. إسرائيل تأسست عام 1948 تحديداً يوم 15 مايو، وجاء ذلك بعد عدة محاولات لمنظمات صهيونية نادت يهود العالم على مدار سنوات طويلة بهذه الفكرة.. فإن افترضنا أن إسرائيل عدو لنا منذ بداية فكرة تأسيسها، فهذا العداء قد تجسد فقط مع نهايات القرن قبل الماضى، وهو امتداد لصراع تاريخى طويل بين اليهودية والمسيحية والإسلام من بعد ذلك، بمعنى أن الصراع كان صراعاً دينياً بعيدا عن الجنسيات والقوميات والحدود، إذن عداء إسرائيل لنا أمر شديد الحداثة، فماذا عن فكرة العدو من قبل؟
إن مصر هى أقدم دولة فى التاريخ وهى صاحبة حضارة عريقة أثرت فى العالم أجمع، وبالتالى فهى كانت هدفا أساسيا لكثير من الطامعين الذين حاولوا هدمها تارة واحتلالها تارة أخرى، ولكن كانت دائما، الغلبة فى صالحها مهما بلغت الخسائر وألمت بها. ودعونى أتحدث عن واحد من أقدم الأعداء لمصر المحروسة بعد الهكسوس، وهو العدو الفارسى الذى جاء لاحتلال مصر فى عهد قمبيز الثانى مؤسس السلالة الأخمينية وقت أن كان يحكم مصر الملك بسماتيك الثالث «الأسرة 26».. لقد جاء الفُرس إلى مصر طامعين فى أرضها المكتظة بالكنوز على كافة المستويات المعرفية والعلمية والجغرافية والطبية إلخ، لقد أرادوا أن تصل حضارتهم إلى نهر النيل، وقد استعان قمبيز الثانى ببعض القبائل بسيناء «لاحظ البُعد التاريخى لأهمية سيناء لأى عدو لنا»، واستعانوا بعناصر مصرية خائنة قامت ببيع أسرار عسكرية وعقائدية للعدو، سهلوا من خلالها مهمتهم فى العدوان «لاحظ أهمية وجود عناصر خائنة بالداخل»، صراع فارسى فرعونى من قديم الأزل ها هو يتجدد الآن من خلال إيران «الفرس» التى تلقى بعض الرعاية الأمريكية والمباركة الإسرائيلية فى منطقتنا المفعمة بالأحداث الساخنة «لاحظ وجود عناصر داخلية من الخونة أيضاً»، التاريخ يقول الكثير ولكن بكل أسف لا ينتبه أو يلتفت إليه أحد، واكتفوا بأن إسرائيل هى العدو الأوحد!!
الأعداء كثيرون والتاريخ ملىء بالأسرار ولا يحتاج أكثر من اهتمام الأجهزة التعليمية والثقافية والإعلامية بالدولة، به من أجل زيادة وعى الشعب بما يدور حوله من مؤامرات ودسائس، وحتى يفهم أن مرادف العدو هو إسرائيل وغيرها وغيرها وغيرها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة