وائل السمرى

شعب قطر المظلوم

الأربعاء، 22 أبريل 2015 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أخفيك سرًا أننى أفكر فى كتابة هذا المقال منذ فترة طويلة، وكلما هممت بكتابته تحدث واقعة ما فتشغلنى عما سواها، أو تفعل الإدارة القطرية شيئًا وقحًا فأتراجع عن الكتابة وفقًا لمقتضيات اللحظة.

لا أخفيك سرًا أيضًا أننى كنت أشعر بغصة كبيرة كلما هاجمت إدارة الحكم فى قطر، لأننى أعرف أن الهجوم على الحكومات غالبًا ما ينال من الشعب المحكوم بهذه الحكومة بالسوء، وغالبًا ما يتأثر الشعب معنويًا إذا ما هاجمت حكومته، حتى إن كان هو ذاته معترضًا على هذه الحكومة، والسبب فى هذه الغصة هو أننى أعرف أن غالبية الأخوة القطريين يعشقون مصر بحق، ويعرفون قدرها ويحترمونه، حتى إن كانت هذه الأصوات لا تجد لها منبرًا لتعبر فيه عن رأيها، ولهذا فإننى أرى أن أشقاءنا فى قطر مظلومون حتى النخاع بما ترتكبه حكومتهم من حماقات إقليمية قد توصل المنطقة كلها إلى الهلاك، ومظلومون من جانبنا أيضًا لأننا لا نفرق بين الاعتراض على سلوك مشين ترتكبه إحدى الحكومات، والنيل من كرامة شعب وضعه القدر فى موقف لا يحسد عليه.

نعم ترتكب إدارة قطر حماقات كبيرة، وبعض هذه الحماقات يصل إلى مرتبة الخيانة، لكننا- للأسف- كلما تمادت الإدارة القطرية فى غيها تمادينا نحن فى سب قطر والقطريين دون أن نفرق بين حاكم ومحكوم، ناسين أن هذا الشعب المسالم الوطنى النبيل لا يُكنّ لنا عداوة، ولا يضمر لنا سوءًا، بل على العكس تمامًا يحبنا ويحفظ تاريخنا، ويتغنى بأغانينا، ويتنافس فيما بينه على اقتناء الأعمال الفنية المصرية، خاصة فيما يتعلق بالفن التشكيلى، حتى لو كلفه هذا الأمر ملايين الدولارات، ولا أخفيك سرًا أيضًا أن أحد أهم أسباب زيادة أسعار لوحات الفن المصرى هو التنافس القطرى على اقتنائها، سواء على المستوى الرسمى أو المستوى الشعبىلا أثق كثيرًا فى وعى الكثير من الإعلاميين المصريين، لكننى أؤمن بأن الخير فينا وفى أمتنا إلى أن تقوم الساعة، لذا أرجو من كل صاحب منبر إعلامى أن يفرق كثيرًا بين انتقاده لحكومة قطر وإدارتها، والشعب الذى لم يذنب فى حقنا بأى شكل.. وأنه لمن العجيب أن ينادى البعض فى مصر والوطن العربى بالتطبيع مع إسرائيل، برغم ما ارتكبته فى حقنا من جرائم مشهودة، سواء فى الماضى أو فى الحاضر، وفى الوقت ذاته نجد عشرات الألسنة والمقالات التى تسب القطريين، وتعتبر مجرد الحديث مع «قطرى» خيانة عظمى تستوجب المساءلة، ناسين بذلك أننا نعمق هوة الخلاف بين الشعوب، ونقطع خطوط المحبة التى أظن أنها لن تنقطع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة