إسراء عبد الفتاح

الشعب يكره الفضائيات

الجمعة، 24 أبريل 2015 09:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بهذا العنوان ختم زميلى محمد الدسوقى رشدى مقاله عن الدروس المستفادة من موقعة تفجر البرجين فى مدينة الإنتاج الإعلامى الأسبوع الماضى قائلا «وأخيرا وربما يكون الدرس الأهم من هذه الحادثة الذى يحتاج إلى تأمل ومذاكرة من العاملين فى صناعة الميديا بمصر هو ضرورة دراسة حالة الفرحة التى انتابت المصريين مع انقطاع بث الفضائيات، وحديث الناس على أنهم سيرتاحون كثيرا من تضليل الإعلام وأدائه السيئ، هذه فرحة تحتاج من صناع الإعلام فى مصر إلى تأمل، وسعى للإجابة على سؤال مهم يقول لماذا يكره الناس الإعلام؟، وكيف يمكن معالجة الأمر؟!».

ورغم أننى كتبت كثيرا عن آفة الإعلام فى الفترة الأخيرة وأن الإعلام هو الكارثه الكبرى بعد 30 يونيو وأن هذه الكارثة من إعلام محرض وتضليلى ستنعكس إن عاجلا أو آجلا على أغلبية الشعب، إلا أننى صدمت من فرحة مستخدمى الإعلام الاجتماعى من تفجير أبراج مدينة الإنتاج، لم أتخيل أن سوء إداء الإعلام يجعل المواطنين يوصفون هذا الانفجار بـ«الانفجار السعيد»، وأن أحسن لحظة عشوها هى لحظة سواد الشاشة، ومنهم من حزن شديدا لأن هذه اللحظة فاتته. ووصلت الفرحة بكل أسف أن البعض تمنى أن يكون هذا الانفجار أصاب مكروها لبعض الإعلاميين الذين يكرهونهم!

أعلم أن هذه التعليقات نشرت فقط من قبل مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى وليس الشعب المصرى بأكمله ولكن مع ارتفاع نسبة مستخدمى التواصل الاجتماعى واعتماد العديد من أخبار الإعلام التقليدى على ما ينشر فى مواقع التواصل الاجتماعى، أصبحت هذه المواقع هى نبض الشعب وتنقل بشكل كبير ما يدور فى أذهانهم. وشاهدنا فى الآونة الأخيرة استجابة الدولة للعديد من المواضيع التى تنشر بتوسع على هذه المواقع، لذلك وجب الوقوف قليلا والتأمل فى حالة الفرحة التى شهدتها هذه المواقع بعد التفجير الأخير كما أشار زميلى محمد والتعرف على أسباب الحالة وكيفية معالجتها. فبماذا نستطيع أن نفسر هذه الحالة؟ هل أدرك المواطنون تضليل الإعلام وأنه أصبح وسيلة لنشر الأخبار الكاذبة وتشويه المختلف معه والتحريض بالعنف؟؟؟ فأصبح سعيدا بقطع بث التحريض والتضليل والتشويه؟ هل الأداء المبتذل للبعض من المذيعين الممزوج بالألفاظ السيئة الخارجة عن كل القيم والأخلاق مما أصبح يثير غثيان المواطنين؟ هل أدرك الشعب أن الغالبية من هؤلاء مقدمى البرامج مجرد كروت يستخدمها ثم يحرقها جزء من النظام الحالى؟

والسؤال الأكبر الذى دوما ما وجهته لمسؤولين هذه الدولة فى مقالات سابقة، أن سوء الإعلام الحالى سيدفع الكل ثمنه فلماذا صمتكم على كل هذا السوء والجهل طوال هذه الفترة؟ فإذا كان يعود بالنفع عليكم لبعض الوقت فلن يعود بالنفع طوال الوقت وستكونون أنتم أول المتضريين لأنه فى الأول والآخر انعكاس لفترة حكمكم وإذا أردتم أن تستخدموا هذا الإعلام مستقبلا حتى لأهداف نبيلة فلن تفلحوا فقد فقدوا كل مصداقيتهم لدى الجمهور. ولكن للأسف لم يلفت أحد لما تم التحذير منه مسبقا والآن يحصدون النتائج. والشعب يفوق تدريجيا من غفلة وتعتيم إعلام جاهل منافق فاسد «إلا من رحم ربى من الإعلاميين». اللهم بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة